قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، اليوم الخميس بالرباط، إن المغرب والبرازيل، اللذين يطمحان إلى تعزيز شراكتهما الإستراتيجية على الصعيد الاقتصادي، على قناعة بكون الشراكة جنوب-جنوب تعد عنصرا أساسيا في تعزيز واستقرار التوازنات العالمية. وأكد السيد مزوار، خلال لقاء صحفي مشترك عقب مباحثات مع نظيره البرازيلي السيد ماورو بييرا، الذي يقوم حاليا بزيارة للمغرب، أن هذا اللقاء الثنائي انعقد تحت شعار تعزيز العلاقات الاقتصادية، خصوصا مع انعقاد منتدى الأعمال المغربي-البرازيلي. وأبرز السيد مزوار أنه سيتم تعزيز الربط الجوي المباشر بين الدارالبيضاء وساو باولو، الذي يساهم في هذه الدينامية، من خلال أربع رحلات يوميا، واحدة منها في اتجاه ريو دي جانيرو، مما سيساهم في تقوية ربط المغرب بالبرازيل والسوق المشتركة لدول الجنوب (ميركوسور). وقال إنه انطلاقا من الدور الذي يضطلع به المغرب في إفريقيا باعتباره أول مستثمر في غرب ووسط أفريقيا وثاني أكبر مستثمر في إفريقيا وباعتبار البرازيل دولة رائدة في أمريكا اللاتينية، فإن الرباط وبرازيليا تتقاسمان نفس القناعة بكون الشراكة بين بلدان الجنوب تعد عنصرا أساسيا في تعزيز واستقرار التوازنات على الصعيد العالمي. وأبرز أن البرازيل تعد ثالث زبون للمغرب بعد إسبانيا وفرنسا، مضيفا أن حجم المبادلات التجارية الثنائية بلغ في سنة 2012، ملياري دولار إلا أنها تأثرت بفعل الأزمة العالمية حيث تراجعت إلى 2 ر1 مليار دولار حاليا، معربا عن أمله في تحقيق المزيد من النمو في السنوات المقبلة. وأوضح السيد مزوار "لدينا اليوم مجموعات اقتصادية قادرة على الرفع من الاستثمارات والمبادلات إلى جانب اقتصاد مهيأ". وأضاف أن البلدين يعدان قاعدة مهمة في مجال صناعة السيارات بحيث أن البرازيل تعد سابع مصنع للسيارات في العالم والمغرب بات يتموقع كرائد في هذا القطاع على الصعيد الإقليمي والقاري، مما يفرض مزيدا من التعاون في هذا القطاع الذي يهم الجانبين. وأضاف الوزير أن قطاع الأنشطة البنكية والمالية يعد قطاعا واعدا بحيث أن المركز المالي للدار البيضاء يمثل أرضية مالية مناسبة نحو إفريقيا بالنسبة للمجموعات المالية والمستثمرين البرازيليين. وأشار إلى أنه تم خلال هذا اللقاء "التطرق لقضية إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وللدعم الذي يقدمه المغرب للبرازيل التي تطمح إلى أن تصبح عضوا دائم العضوية بالمجلس". وعلى الصعيد الدولي، قال السيد مزوار إن البرازيل معنية جدا بالمأساة الإنسانية بسوريا لأن جزءا كبيرا من سكان البرازيل هم من أصول سورية أو لبنانية، مؤكدا أن البلدين يتقاسمان رؤية تشجع على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للنزاعات. وفي ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، أكد السيد مزوار أن البرازيل تجدد موقفها الثابت والحازم والداعم للمسلسل الأممي ولضرورة التوصل إلى حل سياسي مقبول من لدن الأطراف، معتبرا أن مقترح الحكم الذاتي جدي وذي المصداقية. وأعلن أن الجانبين اتفقا على موعد انعقاد الدورة المقبلة للجنة المشتركة والتي ستكون بحسب الوزير مناسبة للتوقيع على العديد من الاتفاقيات التي توجد حاليا في مراحلها النهائية. وبعد أن شدد على التزام البلدين القوي بخصوص الحفاظ على التوازنات البيئية، أكد أن المغرب والبرازيل، التي لعبت دورا كبيرا في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بأمريكا اللاتينية، يشيدان بالاتفاقات المناخية التي تم التوصل إليها بليما وباريس، مشددا على أن قمة المناخ كوب 22 التي ستنعقد في نونبر المقبل بمراكش ستكون مناسبة لتكريس هذه الاتفاقات وتفعيل الالتزامات. وأكد السيد مزوار أن البرازيل ستصبح فاعلا كبيرا في مجال الطاقات الريحية باستثمارات تقدر ب 4 ملايير دولار أمريكي سنة 2015 في الوقت بات فيه المغرب يتموقع في هذا المجال، وذلك بفضل المشاريع التي تم إطلاقها وتدشينها في مجال الطاقة الشمسية. ويقوم الوزير البرازيلي حاليا بزيارة للمغرب في إطار جولة ستقوده أيضا إلى تونس وإيتيوبيا. وخلال زيارته للمغرب سيجري الوزير البرازيلي مباحثات مع عدد من أعضاء الحكومة حسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون البرازيلية.