قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، إن المغرب يمكن أن يضطلع بدور في التقريب بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا، وذلك في إطار شراكة جنوب - جنوب تقوم على أساس نموذج مربح للطرفين. وأكد مزوار ، في ختام زيارته الرسمية إلى الباراغواي أنه "بالنظر لانتمائنا إلى القارة الإفريقية، وبفضل رؤية ونهج صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن المغرب بصدد إرساء نموذج لشراكة جنوب-جنوب تستشرف المستقبل وتبدي صدقا في العلاقات، والتي من شأنها أن تثير اهتمام بعض البلدان في أمريكا اللاتينية".
وأشار إلى أنه بالنسبة للمغرب، فإن وجود اتفاق للتجارة الحرة مع دول السوق المشتركة لأمريكاالجنوبية (ميركوسور) ومع المجموعات الأخرى التي تنتمي إلى منطقة أمريكا اللاتينية، يتيح تنويع المبادلات مع هذه الأطراف، ويساعدها على إيجاد "جسور وسائط جديدة" مع إفريقيا.
كما عبر الوزير عن الاهتمام الذي يوليه المغرب لوضع اتفاق يمكن أن يفضي إلى تبادل حر مع (ميركوسور)، الذي يعتبر شريكا استراتيجيا للمغرب، مشددا على عزم المغرب على العمل بتشاور مع البلدان الأعضاء في هذه المجموعة بهدف إنجاز هذا المشروع.
ورحب أيضا بالزيارة "الناجحة" لباراغواي، التي أتاحت "التأكيد على الرغبة المشتركة للمغرب والباراغواي في بناء علاقة يجد فيها كلا الطرفين أنفسهما في إطار تبادل مربح".
وأبرز أن "الجانب البارغواياني أعرب بقوة عن تشبثه بالعلاقات مع المغرب وعن رغبته في إرساء علاقة متعددة تستجيب لتطلعاته على الصعيد السياسي والاقتصادي، وكذا تبادل التجارب والخبرات".
وأشار إلى أن "الاتفاقيات الإطار الموقعة مع الباراغواي برسم سنوات 2016-2018 تستجيب للحاجيات التي جرى توضيحها جليا من قبل أسونسيون وأنها مواكبة بمخططات عمل واقعية وفق تسلسل منظم".
وفي ما يتعلق بأوجه التعاون الرئيسية التي ينبغي تنميتها، فقد أشار الوزير إلى الشقين الاقتصادي والتجاري منها، لافتا إلى أن البلدين سيشرعان في تبادل الزيارات، وأنهما اتفقا أيضا على عقد منتدى اقتصادي.
وبالموازاة مع ذلك، يضيف السيد مزوار، فإن الشق المتعلق بالتكوين سيعرف دينامية، مسجلا أن قطاعي الصحة والفلاحة، اللذين يحظيان باهتمام الباراغواي، سيتم تطويرهما كذلك من خلال تقاسم الخبرات.
وأبرز أن "المحور الآخر الذي تم التطرق إليه خلال هذه الزيارة يهم التنمية البشرية"، مشيرا إلى تقدير الباراغواي للتجربة المغربية في هذا المجال.
وفي ما يتعلق بالقضية الوطنية، أوضح السيد مزوار أن زيارته لهذا البلد، التي تعد الأولى من نوعها، شكلت مناسبة للتأكيد مجددا "وبقوة" على موقف الباراغواي، كما تدل على ذلك الإشارة إلى سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في البيان الختامي الذي توج زيارة الصداقة هاته. وأبرز في هذا الصدد "أن الأمر يتعلق هنا بموقف يتسم بالوضوح وروح المسؤولية".
وأضاف أن المغرب يحظى بتقدير الباراغواي "على اعتبار أن هناك إرادة لبناء شراكة مع المملكة".
وسجل أن زيارته للباراغواي والمباحثات التي أجراها مع مسؤولين بارزين من الحكومة ومجلس الشيوخ وعالم الأعمال بهذا البلد "أكدت" روابط الصداقة التي تجمع البلدين والإرادة المشتركة في أن تكون هناك علاقات.
وفي معرض حديثه بصفته رئيسا للدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار حول التغيرات المناخية (كوب22) ، الذي ستحتضنه مدينة مراكش في نونبر المقبل، أوضح السيد مزوار أن المغرب يأمل في أن تقدم هذه الدورة أشياء ملموسة وأن يتم خلالها إعطاء مصداقية أكبر للنتائج التي تم تحقيقها في مؤتمر باريس.
وحسب السيد مزوار، فإنه يوجد أمام المغرب خياران في (كوب 22): إما الاستمرار في تعميق الاتفاق الشامل الذي تمخض عن مؤتمر باريس أو التوجه نحو تفعيل المشاريع التي تم التطرق إليها في هذا الاتفاق.
وخلص السيد مزوار إلى أنه "من خلال روحه والواقعية التي يدعو إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كان المغرب على الدوام مدافعا شرسا عن القضايا الملموسة والواقعية عوض أن يظل حبيس العموميات والاتفاقات ذات الطبيعة الشاملة"، مشيرا إلى أنه، لهذه الغاية، نحن بصدد تغليب المقاربة الواقعية من خلال تحديد المشاريع التي سيتم تقديمها خلال (كوب 22) باعتبارها مشاريع مفعلة بتمويل ونظام للمواكبة".