يسابق مسؤولو الصحة الزمن لتحقيق فهم أفضل للفيروس زيكا الذي يقف وراء حالة وبائية بدأت في البرازيل العام الماضي وانتشرت بعدها إلى دول كثيرة في الأمريكتين. في هذا التقرير إجابات لبعض الأسئلة الهامة بشأن الفيروس. كيف تنتقل العدوى؟ ينتقل الفيروس من خلال لسعة بعوضة مصابة به وهي أنثى بعوضة إيديس وهي ذات البعوضة التي تنقل حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا. وقالت منظمة الصحة لعموم الدول الأمريكية (باهو) إن بعوض إيديس موجود في كل دول الأمريكتين ماعدا كندا وتشيلي وإن من المرجح أن يصل الفيروس إلى كل الدول والأقاليم في المنطقة التي توجد بها البعوضة. هل يمكن أن ينتقل زيكا من خلال ممارسة الجنس؟ قالت منظمة الصحة العالمية إن الانتقال "شائع نسبيا" من خلال الجنس ونصحت النساء الحوامل بعدم السفر إلى المناطق التي يتفشى فيها الفيروس. وتحقق المراكز الأمريكية في أكثر من عشر حالات للانتقال الجنسي المحتمل. وكل الحالات تنطوي على انتقال الفيروس من الرجل إلى شريكته. وفي 27 فبراير/ شباط قالت فرنسا إنها رصدت أول حالة انتقال لزيكا من خلال الجنس وهي لامرأة سافر رفيقها إلى البرازيل. وذكر مسؤولو صحة بريطانيون أنه تم العثور على فيروس زيكا في السائل المنوي لرجل بعد شهرين من تعرضه للعدوى بما قد يشير إلى أن الفيروس قد يبقى في السائل المنوي بعد وقت طويل من اختفاء أعراض العدوى. ونصحت منظمة الصحة العالمية النساء وخاصة الحوامل منهن باستعمال الواقي أثناء ممارسة الجنس. وقالت منظمة باهو إن زيكا يمكن أن ينتقل من خلال الدم لكن هذه آلية غير شائعة. ولا يوجد دليل على انتقال الفيروس إلى الأطفال من خلال الرضاعة الطبيعية.
كيف تعالج الإصابة بزيكا؟ لا يوجد علاج أو لقاح ضد العدوى بفيروس زيكا. وتتسابق الشركات والعلماء لتطوير لقاح آمن وفعال ضد الفيروس لكن منظمة الصحة العالمية قالت إن تحقيق هذا الهدف قد يستغرق 18 شهرا لبدء تجارب إكلينيكية واسعة النطاق على ما قد يصبح لقاحا وقائيا عن طريق الحقن. ما مدى خطورة المرض؟ ذكرت منظمة باهو أنه ليس هناك دليل على أن زيكا قد يسبب الوفاة لكن تم الإبلاغ عن بعض الحالات التي أصيبت بمضاعفات أكثر خطورة بين المرضى الذين كانوا يعانون أصلا من أمراض أخرى. كما ارتبط الفيروس بمتلازمة جيلان-باريه وهو خلل نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي أجزاء من الجهاز العصبي. ما صلة زيكا بالمايكروسيفالي؟ لا يزال الكثير غير معروف عن زيكا ومن ذلك ما إذا كان الفيروس له صلة بإصابة المواليد بالمايكروسيافالي وهو تشوه يتسبب في صغر غير طبيعي في حجم الرأس والمخ بما يمنع تطوره السليم. وتجري أبحاث في البرازيل للتأكد من هذه الصلة وقال مسؤولو الصحة العامة إنهم ينتظرون النتائج المبدئية خلال أشهر. وأعلنت البرازيل عن 745 حالة مؤكدة للمايكروسيفالي وأنها تعتبر غالبية الحالات سببها إصابة الأم بفيروس زيكا. كما تحقق البرازيل في 4231 حالة مشتبه بها إضافية. ويشير باحثون في البرازيل إلى أن خطر المايكروسيفالي يتعاظم إذا حدثت الإصابة بزيكا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وأظهرت دراسات من دول أخرى وجود الفيروس في السائل المحيط بالجنين وفي المشيمة وأنسجة المخ لدى الجنين.