افتتحت اليوم الأربعاء بالرباط، أشغال ورشة إقليمية حول "حصيلة كوب 21 وآفاق كوب 22"، وذلك بمبادرة من معهد الفرنكوفونية للتنمية المستدامة، بهدف تحديد ملامح خارطة طريق للبلدان الفرنكوفونية لتفعيل اتفاق باريس حول المناخ. وبهذه المناسبة، أبرزت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة السيدة حكيمة الحيطي أن هذا اللقاء يقترح تحليلا عميقا لخلاصات اتفاق باريس، وبسط الآفاق بالنسبة ل"كوب 22"، وتحديد عناصر خارطة طريق للبلدان الفرنكوفونية تهدف إلى تفعيل الاتفاق المذكور، في انسجام مع مذكرة التنمية المستدامة لما بعد 2015. وحسب الوزيرة المنتدبة، فإن الأمر يتعلق ببحث عناصر عمل منسق بين الفاعلين في مجال الفرنكوفونية، لبلورة برنامج مهيكل يأخذ بعين الاعتبار حاجيات والتزامات البلدان الفرنكوفونية، وذلك بهدف تنفيذ اتفاق باريس. ويتعلق الأمر أيضا، تضيف السيدة الحيطي، بتحديد الحاجيات من أجل تعزيز قدرات المتفاوضين تحضيرا للجولات المستقبلية من المفاوضات. وأشارت الوزيرة المنتدبة إلى أن ردود الفعل إزاء اتفاق باريس انقسمت بين مؤيدين، وهم الأغلبية، ومجموعة لم تكن مقتنعة بالكامل، معتبرة أن دور قمة "كوب 22" يتمثل في تدبير مشاعر الجميع. وأضافت أن اتفاق باريس شكل تقدما في تاريخ المفاوضات الدولية حول التغيرات المناخية، لكونه فتح عهدا جديدا من أجل الحكامة المناخية العالمية، وأسفر عن إحداث نظام بيئي أكثر فاعلية. واعتبرت أن الاتفاق عبد الطريق أمام بلورة أجندة ترتكز على تفعيل المبادرات في مجال المناخ على كافة المستويات، الدولية والإقليمية والوطنية، مؤكدة أنه يتعين تنسيق هذه الأجندة مع تفعيل أجندة التنمية لما بعد 2015. من جانبه، أكد مدير معهد الفرنكوفونية للتنمية المستدامة جون بيير ندوتوم أن الوقت حان للمرور من اتخاذ القرار إلى العمل. وأشار إلى أن المعهد مستعد للمساهمة سواء في تفعيل اتفاق باريس أو إنجاح قمة المناخ "كوب 22". وأضاف أن الدول والبلدان الفرنكوفونية شاركت بشكل فاعل وساهمت بشكل ملموس في إنجاز أجندة ما بعد 2015، وكما شاركت في تحضير أرضية دوربان. من جهته، أشاد وزير حماية الطبيعة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية، روبير بوبولو مبونغيزا، ب"ريادة المغرب التي تهدف إلى بلورة حكمة جماعية كفيلة برفع التحديات المناخية الكبرى". واستعرض السيد مبونغيزا، الذي انتخب رئيسا لمجموعة البلدان الأقل تقدما عقب مؤتمر باريس، أهمية تعبئة الجميع بغية جعل "كوب 22" نجاحا عالميا، مشددا على أن إحراز نتائج جيدة لا يتم إلا بانخراط كافة البلدان. من جانبه، أشار السفير الفرنسي للمناخ بإفريقيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ستيفان غومبيرتز، إلى أن اتفاق باريس يعد "نجاحا غير متوقع"، بالنظر للتحديات التي واجهت قمة المناخ بباريس. وقال إن هذا الاتفاق، القائم على التعاون والأخذ بعين الاعتبار انشغالات الجميع، يشكل تقدما كبيرا لكونه يرفع سقف الطموحات، سواء في ما يتعلق بتحديد ارتفاع درجات الحرارة، ومسار الانبعاثات، وأيضا الالتزامات المالية. ويشارك في هذا اللقاء المنظم على مدى ثلاثة أيام شخصيات من مستوى عال من بلدان فرنكوفونية، وخبراء مفاوضون في مجال المناخ وممثلون عن الأمانة العامة للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، وممثلون عن القطاعات والهيئات العمومية، وفاعلون في مجالي الاقتصاد والمجتمع المدني.