توصل باحثون ألمان ودنماركيون إلى أن ممارسة الرياضة عامل مهم في القضاء على الخلايا السرطانية. العلماء اكتشفوا أن لهرمون الادرينالين دور كبير في القضاء على الخلايا السرطانية، لكن كيف يعمل هذا الهرمون؟ كثيرا ما يجرى الحديث عن فوائد الرياضة في محاربة الأمراض والحفاظ على الصحة، وكثيراما ينصح الأطباء وخبراء الرياضة بالحركة أو إجراء التمارين يوميا. فالرياضة- كما هو معلوم – تنشط حركة الدورة الدموية وعضلات الجسم والقلب. وبالطبع، تعتمد الرياضة التي يلجأ إليها المرء على العمر وعلى المشاكل الصحية وغيرها من العوامل، بيد أن دراسة من جامعة ميونيخ التقنية أثبتت أن الرياضة يمكن أن تكون عاملا مهما مساعدا في محاربة السرطان. في ألمانيا يعتبر مرض السرطان أحد أكثر الأمراض انتشارا، بل من الأمراض المسببة للموت عند التقدم في السن وحتى في بعض الحالات للموت في أعمار مبكرة نسبيا. الدراسة التي أشرف عليها البروفسور مارتن هاله من جامعة ميونيخ التقنية تقول إن الحركة مهمة جدا للقضاء على الخلايا السرطانية بعد الإصابة وقبلها، إذ يقول البروفسور مارتن هاله "عدم النشاط، سبب من أسباب الإصابة بالسرطان". ويضيف "كلما انتقلنا من حالة الخمول إلى النشاط، قل عدد الخلايا السرطانية في الجسم، حسبما أوضحت نتائج الدراسة على الخلايا السرطانية". ليس المطلوب من المصابين بالسرطان ممارسة رياضات قوية وعنيفة ككرة القدم أو المصارعة، كي يضعف لديهم نمو الخلايا السرطانية. فلكل مريض يوضع برنامج رياضي خاص يتعود عليه تدريجيا ويدفعه للتحرك والنشاط أكثر. ويجب أن يكون البرنامج ملائما لمرحلة العلاج الكيميائي أيضا، حسب قول البروفسور هاله. الادرينالين باحثون من الدنمارك نشروا في مجلة "سيل ميتالبولزم" العلمية أن النتائج على فئران التجارب أوضحت أن الفئران المصابة التي تتحرك على الدولاب الخشبي انخفض عدد الخلايا السرطانية عندها إلى النصف مقارنة بتلك التي بقيت خاملة لا تمارس نشاطا معينا. والسبب، حسب الباحثين، يعود لارتفاع نسبة هرمون الادرينالين في الجسم، الذي ينشط الخلايا المضادة ويرسلها إلى المناطق المصابة عن طريق الدم. ويعتقد العلماء الألمان أن مثل هذه العمليات موجودة أيضا في جسم الإنسان. الباحثون توصلوا في تحليلهم إلى أن الفئران النشطة، تحمل جينات تدفع إلى النشاط وتساعد على عمل نظام المناعة بالجسم. الباحثون وجدوا أن عدد الخلايا القاتلة للخلايا السرطانية وجسيمات الدم البيضاء عند الفئران النشطة أكبر من غيرها. وأن هذه الخلايا القاتلة تقوم بالقضاء على الخلايا السرطانية بعد انتقالها إليها عن طريق الدم. لم يكن من المهم خلال الدراسة إن كان الادرينالين ينتج في الجسم عن طريق الرياضة أو يحقن في الفئران، فالنتيجة كانت واحدة. لكن نتيجة مهمة خلصت إليها الدراسة أيضا، وهي أنه في حال منع هرمون الادرينالين من العمل، فإن الخلايا السرطانية لن يقل عددها، سواء من خلال ممارسة الفئران الرياضة أو عدمها. أي أن الادرينالين عن طريق الرياضة عامل مهم في القضاء على الخلايا السرطانية في الجسم.