يبدو أن الإصطفاف الحزبي و السياسي ببلادنا قبيل الإنتخابات البرلمانية المقررة يوم 7 أكتوبر المقبل آخذ في التعمق داخل المشهد. فبعد التصريحات المتتالية لعدد من القيادات الحزبية سواء المشكلة للأغلبية الحكومية أو المعارضة، خصوصا تلك الصادرة عن أحزاب الأصالة والمعاصرة و الأحرار و الحركة الشعبية التي انتقدت حكومة بنكيران بنبرات متفاوتة، أو تصريحات حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال التي انخفضت حدتها تجاه حزب العدالة والتنمية الشيء الذي أعتبره عدد كبير من المعلقين بمثابة طلب للود و تهيئ لتحالف حكومي مابعد الإنتخابات المقبلة. و قد أثارت تصريحات شباط الأخيرة في ندوة الفقيه التطواني الأربعاء الأخير الذي جاء فيها أن البام مشارك في الحكومة و له وزرائه بها تحت عباءة حزب آخر، أثارت عدة ردود فعل مستنكرة و منزعجة منها. و في نفس السياق علم من داخل الحركة الشعبية أن أمينها العام محند العنصر إستاء من تلميحات شباط الذي صنف الحركة الشعبية ضمن قائمة الأحزاب التي ستنضوي تحت مظلة حزب الجرار في تحالفات قبلية إستعدادا للاستحقاقات التشريعية المقبلة و التي تنفذ قراراته داخل الحكومة. واعتبر أحد المقربين من الأمين العام لحزب السنبلة أنه لا يمكن السكوت على هذا التطاول على توجهات الحركة الشعبية التي لا يحق لغيرها التقرير بشأن التحالفات التي يراها الحركيون في مصلحة الوطن والحزب. وأضاف ذات المصدر أن محند العنصر بدأ يستشعر خطورة توصيف الحركة الشعبية كملحقة لحزب الأصالة والمعاصرة لأن من شأن ذلك أن يؤثر على نتائجها الانتخابية بالمدن التي يتابع الرأي العام فيها كل كبيرة وصغيرة تكتبها الصحافة حول الأحزاب السياسية. و أكد ذات المصدر أن العنصر يصنف شباط ضمن المعاكسين له و أنه سيرد عليه في جهة فاسمكناس بالطريقة التي تليق به. و علم أيضا من داخل قبة البرلمان أن الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، أسر لبعض مقربيه أن تصريحات شباط الأخيرة فيها تلميح واضح لحزب التجمع الوطني للأحرار و أن رئيس الحزب مزوار أخذ علما بها مضيفا أنه انزعج منها مقررا مزيدا من التشاور للرد عليها في الوقت و بالطريقة المناسبين حسب ذات المصدر.