أطوار استثنائية تلك التي عاشتها أمس الثلاثاء ، قاعات الاجتماعات التابعة لبلدية الصخيرات ، بعدما هاجم عدد من قاطني دور الصفيح بالصخيرات رئيس المجلس البلدي ، خلال انعقاد الجولة الثانية من دورة مجلسه العادية ، حيث انهالوا عليه بشتى صنوف الاحتجاج و الاستنكار و الشجب ، متسائلين في ذات الأوان عن الاسباب التي دفعته للتنكر لوعوده الانتخابية التي قطعها مع الساكنة ، إذ صرح بعض المحتجين أمام حضور القاعة أن الرئيس سبق و وعدهم بإيجاد حل لمشكل السكن في ظرف زمني لا يتعدى ثلاثة أشهر ، وعود سرعان ما تبددت مع مرور الأيام ، حيث اتضح للعموم أنهى لم تعدوا أن تكون مجرد أحلام في أجندت حزب المصباح ،خاصة في ظل الاستنزاف المستمر لكل الاراضي المخزنية التي يقبل عليها المنعشون العقاريون بشراهة امام صمت مطبق للمجلس البلدي ، في مقابل إحصائيات مخيفة و أرقام مهولة تؤكد أن عدد البراريك بالصخيرات تجاوز سقف 4700 براكة ، هنا نتحدث فقط عن تلك التي تم احصائها ، أما غير المحصية ، فحدث و لا حرج .
امام هذا الوضع المزري ، و الاحتجاجات التي استمرت لأزيد من ساعتين متواصلتين ، اضطر رئيس المجلس إلى رفع الجلسة من اجل اداء صلاة الظهر ، على الاقل من اجل امتصاص غضب المحتجين ، حيث ضرب لهم موعد يوم الجمعة المقبلة من أجل عقد اجتماع خاص لمناقشة هذه الاشكالية ، و وعد بإحضار كل المصالح الخارجية المرتبطة بالملف و أيضا حضور كل أعضاء المكتب المسير ، بيد إن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح في ظل غياب أي وعاء عقاري في ملكية الجماعة هو : كيف سيتسنى للمجلس حل هذه المعضلة ؟ في هذا الصدد ، قال بعض المحتجون أن مستشارين من حزب الرئيس أكدوا لهم أن سكان دور الصفيح بالصخيرات سيتم ترحيلهم إلى جماعة الصباح المجاورة للصخيرات ، و خيار لا مفر منه بالنظر للإكراهات سالفة الذكر ، و هو ما أجج الغضب في نفوس المحتجين الذين رفضوا هذا الحل جملة و تفصيلا ، حيث اقترح البعض على المجلس اقتناء أراض مخزنية توجد فوق تراب الجماعة ، و تخصيصها لإعادة إيواء هذه الشريحة المتضررة ، بدل إغداقها بكل سخاء على منعشين عقاريين بأثمنة زهيدة جدا ، حل معقول جدا إذا ما ثم التعامل معه بنوع من الجدية و الصرامة ، من اجل الاستفادة مما تبقى ن هذه الاراضي المخزنية القليلة جدا .
يذكر ان المجلس البلدي للصخيرات قد أدرج 24 نقطة ضمن جدول أعمال دورته العادية لشهر فبراير ، مقسمة على 3 جلسات ، حيث استغرقت الجلسة الأولى الخميس الماضي 6 ساعات و نصف ، ناقش خلالها المجلس 3 نقاط فقط ، فيما لم يناقش خلال جلسة يوم أمس الثلاثاء إلا نقطة وحيدة استغرقت ما يزيد عن 3 ساعات ، فكم سيلزم هذا المجلس من الوقت حتى يناقش كل هذه النقاط المعروضة عليه ؟