يواصل مؤتمر "حقوق الأقليات الدينية في الديار الإسلامية" أشغاله في مراكش لليوم الثاني على التوالي، وهو مؤتمر يتم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبتنظيم مشترك بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بدولة الإمارات، بمشاركة جمع كبير من الوزراء والمفتين والعلماء والباحثين، وممثلي الأديان المعنية بالموضوع وغيرها، داخل العالم الإسلامي وخارجه، وممثلي هيئات ومنظمات إسلامية ودولية. وفي رسالته للمؤتمر أوضح العاهل المغربي أن "الوقائع التي أدت إلى مناقشة حقوق الأقليات الدينية، رغم أحكام الإسلام وهديه الحضاري في هذا المجال، هي الوقائع الحالية غير المستندة إلى نصوص مرجعية في الإسلام، والتي لا تمت للدين بصلة، مشيراً إلى أن المغرب لا يرى مبرراً لهضم أي من حقوق الأقليات الدينية ولا يقبل أن يقع ذلك باسم الإسلام، نظراً لوجود مراجع مهمة في هذا المجال هي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة." عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أكد في كلمته "أن بعض البلدان الإسلامية شهدت في السنوات الأخيرة أفعالاً شنيعة استهدفت الأقليات الدينية فيها، ومع أن هذه الأفعال لا تمت إلى شريعة الإسلام السمحة بصلة، موضحا بالمناسبة أن مؤتمر مراكش يطمح إلى أن يكون أول إحياء تاريخي لوثيقة المدينةالمنورة في مقاصدها ومراميها العميقة على ضوء المواثيق الوطنية والدولية وباستلهام التجارب المشرقة في تدبير التعددية، إضافة إلى تطوير إطار شرعي للمواطنة التعاقدية وحماية الأقليات، كما يسعى إلى استنهاض فعاليات المجتمعات المسلمة وحثّها نحو خلق تيار واسع لحماية الأقليات الدينية في الديار الإسلامية...." محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبي حفص قال في تصريح حصري لأخبارنا المغربية: "هناك مناطق تتعرض فيها الأقليات للإضطهاد الشديد، خاصة المناطق التي تنشط فيها التنظيمات المتطرفة.. وأهمية المؤتمر تتجلى في التأصيل الشرعي للمعاملة الراقية التي ينبغي أن تكون مع هذه الأقليات، لأن تلك التنظيمات المتطرفة تعتمد على تأصيلات شرعية وعلى بعض ما في التراث الإسلامي، فالعلماء الحاضرون اليوم مسؤولون عن بيان التأصيل الشرعي الصحيح بالعودة لمقاصد الإسلام الأساسية وأهدافه المثلى من تحقيق الحكمة والرحمة والعدل والإنسانية داخل كل المجتمعات وإبراز الوجه المشرق في التراث في التعامل مع هاته الأقليات... وأضاف وضع الأقليات الدينية بالمغرب وضع لا بأس به من الناحية العملية أو التنزيلية، وهناك تعايش وحماية للتنوع، بينما من الناحية التشريعية والقانونية يحتاج الأمر لتطوير خاصة فيما يتعلق بحماية الإعتقاد الفكري..." المطران الدكتور منيب يونان رئيس الإتحاد اللوثري العالمي القادم من القدس، والذي عرف نفسه لأخبارنا المغربية بقوله: "أنا فلسطيني"، وأكد لها أنه لا يعتبر نفسه أقلية في العالم العربي والإسلامي، رغم القلة العددية والتي لا تشكل لديه عقدة، وإنما يعتبر نفسه عربيا مسيحيا، وجزء ا لا يتجزأ من هذا العالم العربي الإسلامي.. وطالب الدول كما قال نقلا عن وزير أوقاف مصري أن تتكلم عن "المواطنة المتكافئة" والمتساوية في الحقوق والواجبات.. الدكتور محمد إقبال الندبي ذي الأصول الهندية والذي يشغل حاليا مهمة رئيس مجلس الأئمة بكندا، فأكد في تصريحه لأخبارنا أن "الإسلام يضمن الحقوق، ويضمن كرامة الإنسان نظريا، ولكن هناك مشكل في التطبيق والذي ينقصنا تطبيق القواعد الشرعية للعدالة والحرية وغيرها... وأضاف أن الغرب عليه أن يمارس الضغط على المسلمين لتطبيق الإسلام الحقيقي.