ثورة تونس " تنّور البوعزيزي ،ثورة الشعب الذي أراد الحياة ، كما أرادها من قبله ثائر تونس الأول "الشابي " فارس الشعر العربي" الذي تنبأ بهذه الثورة المباركة ،ولو بعد حين .... صبر الشعب التونسي لدهور ؟؟؟ وجاءت ساعة الصفر ، حيث استجاب القدر وانكسر القيد ،،،لأن الشعب أراد الحياة،، والانعتاق من الذل والعبودية ،، تونس الصغيرة بحجمها مقارنة بجاراتها قالت كلمتها ، وأذهلت العالم بهذا الانجاز الذي خطّه الانسان التونسي البسيط " وبعد أن كانت تعرف لدى العرب بكلمة "برشا " ويعيشك " استأنس العالم العربي بكلمة عظيمة من تونسي بسيط عميق خرج من رحم الثورة بل رعاها بالمُتاح؟؟ إنه العم أحمد الحفناوي او مبدع ملحمة" هرمنا " الذي دخل قلوبنا بهذه الكلمة البليغة ،،التي اعتصرت ألمه وهو يتحسس رأسه علّ "شيباته" تنطق بالجور الذي لحق بصاحبها وبشعب ظل تحت حذاء حاكمه لعقود ؟؟؟ هرمنا صنعت أسطورة هذا الرجل البسيط العميق ، فبكينا مع سي احمد مبدع "هرمنا" وصدحت بها الدنيا أنشودة ،، وغدت عنوانا للانعتاق وللتنفيس والبكاء ،،والعزاء لله درك يا عم احمد ومن تونس يأتي الربيع والجديد والخير ، حيث خرج قبل أيام وزير ثقافتها السيد مهدي مبروك الذي أبان عن عزم حكومته على مواكبة وقع التغيير الذي طرأ على الجسد السياسي التونسي وكذا الثقافي ، عندما صرّح باستحالة اعتلاء مغنيات " العري " ركح قرطاج " فكانت على " جثتي" كلمة حق تضاف إلى الملاحم التونسية،، والى مواقف رجالها ، الذين أرادوا إرساء قواعد الإصلاح في تونس،، لبناء وطن جديد يليق بمن صنعوا ثورته ابتداءا من شهدائها ثم شبابها وشيوخها والنساء ، ليمرّروا ربيعهم إلى باقي العالم العربي ، فالمارد العربي قادم لا محالة...... فماذا عن مغربنا ؟ لا نقول أنه في منآى عما يجري من تغييرات ؟؟؟ عندنا الفقر بكل أنواعه؟ والبطالة بكل أشكالها؟ والفساد بكل ألوانه؟؟ مازال الشعب المغربي يغلي،، ويغلي أكثر عندما يرى لقمته تُوزّع على الأغراب !!!وياليتهم كانوا من أبناء السبيل ممن اوصانا بهم ديننا ،، بل أنهم من أباطرة المال والثروات فما لهم ولقمتنا ؟؟؟؟ وعتابنا ليس عليهم،، بل على من فتح لهم المجال ؟؟ ليعبثوا ، وينشروا ثقافات الخواء ،، فبالله عليكم ماذا استفدنا من قدوم شاكيرا في موازين العام الماضي ؟؟؟ دولة تتخذ من الاسلام دينا ومنهجا يُسمح فيها باستيراد امرأة تغني "بعجزتها" لتتحف شبابنا ؟؟؟ والطامة ان بناتنا اعتلين الخشبة معها فتفوقن عليها ؟؟؟ فكم من شاكيرا مندسة في مدننا تنتظر الفرصة ، وربّما تقدّم خدماتها "حسّي مسّي" وهذا كله نتيجة فضاءات ثقافية مستوردة ، انتشرت كالطاعون بين شبابنا عماد المجتمع " ياحسرتاه " وأستحضر هنا مكالمة هاتفية اجريتها قبل أسابيع مع إحدى قريباتي والمعروف عنها سرعة البديهة وروح النكتة الحيّة الواقعية ،،عندما سألتها سؤالا تقليديا يتداوله المغاربة بينهم سواء داخل المغرب او خارجه عندما نحب أن نطمئن على بلدنا " واش طاحت شي شتا" كان ردها سريعا لم اتوقعه قالت بالحرف الواحد " آش من شتا أصحبتي راه العام خرجات عليه شاكيرا " راه طاحت جريحة وحرقات كلشي" قلت لها ما دخل شاكيرا بسمائكم التي انقطعت عنكم " ردّت بتنهيدة طويلة " غير خليها على الله" مساكين أيها البسطاء ؟؟ أنتم رحمة لهذا الوطن ،، ولعنته أيضا ،،،والسؤال المُلح ؟؟ والذي سيتبادر إلى ذهن كل غيور ،، لماذا نسمح برقص " المعربدين على جراحنا "؟؟؟ ونغذق عليهم العطاء؟؟؟ وندثرهم بدفء دراهمنا ،، بينما إخوة لنا في الجبال الوعرة بلا دفء ، أكل البرد من عظامهم ؟؟؟ وراهن الفقر على جلودهم ، غطاؤهم "الحمد" ودواؤهم "الدّعاء" نحن نرفض أن تُضرب خيام المهرجانات في ربوع وطننا ولنا شباب معطّل عن الحياة!! يفترش الساحات ، للمطالبة بأبسط حقوقه التي سُحبت منه!!! وعلى بعد بضعة امتار تُفرش السجادة الحمراء للمغنيين المستوردين منهم الشاذ!! والعربيد!!،، والأرعن!!، والمعتوه!! والغانية!! والعارية!!،نُشرّع الابواب للفساد الاخلاقي والانغماس في الانحلال والرذيلة لنقضي على زهراتنا من شباب المستقبل ونمسخ هويتهم. فمن من الحكومة الجديدة سيخرج علينا ليقول كلمة تشفي الغليل؟؟ من سيقول على جثتي الهدر المدرسي والأمية ؟؟ على جثتي الرشوة والمحسوبية؟؟ على جثتي إهدار المال والانسانية ؟؟ على جثتي البطالة والانتهازية ؟؟ على جثتي إغراق الشوارع بالجريمة والعنصرية؟؟ على جثتي موازين ومهراجانات تشوه هويتنا المغربية؟؟ من سيقولها ؟؟ لنرتاح قليلا ،، هل من مُجيب ؟؟ أم أن الحال هو الحال حيث في بلدي يتساوى الأموات والأحياء !!!