في سلسلة الحوارات التي قامت بها جريدة الشروق الجزائرية مع الجنرال المتقاعد خالد نزار والذي كان من أقوى حكام الجزائر العسكريين في التسعينات إبان الحرب الأهلية قبل أن يطاح به، صرح الجنرال في جزء من حواره بأن الرئيس الراحل محمد بوضياف كان مع الطرح المغربي في نزاع الصحراء، بحيث أنه ”كان يعتقد أن المشكل ما كان يجب أن يكون”، كما تحدث الجنرال عن تخوف الجيش من علاقات بوضياف مع المغرب وملك المغرب الراحل الحسن الثاني، إذ أن بوضياف، كما هو معروف، استقر في المغرب في القنيطرة منذ نفيه في الستينات إلى أن تم استقدامه لرئاسة الجمهورية. وجاء في الحوار ما يلي:
* الجنرال نزار: لما قرر الذهاب إلى المغرب، لم نكن نعلم بالزيارة والهدف منها.
* الصحفي: لم يبلغ أحدا؟
* لم يبلغ أحدا، ثم جاءني سي التوفيق (محمد مدين)، وقال لي إن الرئيس مسافر على المغرب، ويجب أن يسافر كرئيس، لأن هناك أزمة "الصحراء الغربية"، ونحن نعلم موقفه من "الصحراء الغربية".
* ماذا كان موقفه من "الصحراء الغربية"؟
* موقفه السابق وليس بعد ما عاد للجزائر، كان يقول ما كان يجب أن تكون مشكلة إسمها الصحراء الغربية، هذا موقفه منذ وقت سابق، أعلموني بسفره للمغرب، وطلبوا مني أن يدرك أن زيارته هذه ستكون رئاسية، وطلب من (سي التوفيق) أن أبلغه هذا الأمر. قلت له لن أذهب، هو رئيس ويتعين عليه أن يدرك معنى ذلك. لم يكن أحد قد عارض هذه الزيارة، ولكن أكدوا على طبيعتها وأن تكون رئاسية، هذا فقط. أنا لم أتحدث معه شخصيا في هذه القضية، ولكن سي التوفيق تحدث معه، ثم بعد ذلك فهمنا أن الزيارة عائلية، وهدفها حضور مراسيم زواج نجله، كل هذه الأمور انتهت، وبالفعل سافر والتقى ملك المغرب آنذاك (الراحل الحسن الثاني).
* ولم يسبب لكم ذلك إحراجا؟
* لا، أبدا.
* كل المجموعة كانت منسجمة في هذه القضية.
* نعم بالتأكيد، وحتى إن كان أحد يمكن أن يعارض، فلا مكان له في هذه القضية، لأنني كنت وزيرا للدفاع وعضوا في المجلس الأعلى للدولة، لا أحد عارض وكلهم كانوا تحت الأوامر.
* حتى لقاءه مع الملك المغربي لم يسبب لكم إحراجا؟
* أبدا. بالطبع كان سيلتقي الملك، لقد كان رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، لأنه كان في زيارة للمغرب، والتقى الملك في لقاء بروتوكولي. إذن لم تكن هناك مشاكل بهذا الخصوص.