عاودت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، الدخول في دورة انخفاض جديدة، مبددة مكاسبها المبكرة بتأثير من وفرة المعروض ومن مؤشرات عن حالة تباطؤ في وتيرة نمو الاقتصاد الصيني. فبعد حالة انتعاش عرفتها أسعار العقود الآجلة للنفط، في أوائل التعاملات الأسيوية الصباحية، مقتفية أثر الأسهم الأسيوية، تراجعت من جديد في الجلسات الموالية، بعدما أظهرت أرقام رسمية أن حركة شحن البضائع بالسكك الحديدية في الصين قد سجلت أكبر انخفاض سنوي لها على الإطلاق في 2015 ، وهو ما أشعل جملة من التساؤلات القلقة بشأن مدى تباطؤ ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومدى تأثير ذلك على الطلب على النفط. ووفقا لهذه الحركة التنازلية، سجل خام برنت تراجعا بنحو 13 سنتا مقارنة بسعر الإغلاق السابق، وصولا إلى 37,09 دولارا للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط بتسعة سنتات ليصل إلى 36,67 دولارا للبرميل. وفي ظل هذه الأجواء، أكد المراقبون أن رغبة المنتجين بعدم خفض الإنتاج لا تزال مهيمنة، وهو ما أدى إلى فائض يقدر بمئات آلاف براميل النفط يوميا، فضلا عن انخفاض السعر بمقدار الثلثين منذ منتصف 2014. وتوقع محللون أن تتفاقم مشكلة وفرة المعروض في 2016 بشكل أكبر، في ظل التوتر المستجد حاليا بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران، وأن تقل، بموازاة ذلك، "احتمالات أي تعاون بين المنتجين الرئيسيين للنفط مع عودة إيران إلى السوق العالمية بمجرد رفع العقوبات". وذهبت استطلاعات جهات مختصة في الشأن الاقتصادي إلى أن متوسط أسعار خام برنت والخام الأمريكي من المرجح أن يبلغ حوالي 50 دولارا للبرميل، خلال هذا العام، في ظل محدودية الطلب وعدم قدرته على استيعاب الزيادة في المعروض. يشار إلى أن مخزونات النفط في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، باتت قرب مستويات قياسية.