قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، "نحن لا نؤمن فقط بحرية الصحافة في التعبير عن أرائها، بل نعتقد بذلك"، مبرزا أن الجميع له الحق في التعبير بكل حرية. وأضاف رئيس الحكومة في لقاء تواصلي مع فريق برلمانيي حزب العدالة والتنمية يوم الإثنين 13 فبراير 2012 بالرباط، "أنا لا أحارب أحدا وليس من طبعي ذلك ولكن ينبغي أن تكون الصحافة في مستوى المسؤولية". متسائلا : هل يمكن للصحافة أن تكون سببا في تأجيج الأوضاع والدفع إلى الفتنة. وخاطب ابن كيران فريق برلمانيي الحزب: أنتم أمل المجتمع المغربي والشعب صوت عليكم لذا ينبغي أن تكونوا في المستوى، مضيفا: "اليوم وضعكم في الحكومة لا يعني يقينا أن تطبلوا أو تزمروا لها وأن تكونوا بوقا لها، ولكن يقينا يتطلب أن تبقوا منسجمين مع أنفسكم". وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "أنتم أحدثتم زلزالا في الحياة السياسية بالمغرب" لذا "ينبغي أن تكونوا واعين بأن المجتمع الذي وضع فيكم الثقة حيث أنه لأول مرة في المغرب يتجاوز حزب مغربي 100 مقعد في البرلمان، وذلك لأنه رأى فيكم من الإنصاف والقدرة على الدفاع عن المجتمع وقيمه وخصوصيته". وشدد ابن كيران على ضرورة تماسك وانسجام الفريق البرلماني عبر الحضور والعمل الفعال، مؤكدا أنه "إذا التزمتم ذلك فأبشركم بأن وضعكم سيتحسن أكثر وستصبحون أكثر من هذا العدد". وقال رئيس الحكومة "نحن بدأنا للتو في هذه التجربة الجديدة وعلاقتنا جيدة مع جلالة الملك"، موضحا أن الملكية في المغرب حقيقة واقعية وهذا أمر نتبناه وندافع عنه. وأضاف ابن كيران أن الدولة لا تقوم على الأحزاب المهتزة والمرتجة ولكنها تقوم على الرجال الذين يتخذون القرارات وينصفون، مبينا أن توجيهاته لكل وزراء الحكومة تدعو إلى الاشتغال بفاعلية والجرأة في القيام بعملية الإصلاح. وأبرز أن الحكومة الحالية تواجه العديد من المشاكل التي ورثتها عن 50 سنة من تسيير المغالبة، متسائلا : "هل هذه المدة القليلة منذ التنصيب الحكومي يمكن أن تحل كل هذه المشاكل، ولكن لحد الآن هناك العديد من الإنجازات المعتبرة". وأوضح رئيس الحكومة أنه من سنن الله في الكون أن يكون هناك من يريد أن يفشل هذه التجربة أو يقصر من عمرها، مضيفا "أنا لا أخاف من المشوشين لأنهم لن يضرونا شيئا، وأنا متأكد أنهم لن يفلحوا في مؤامراتهم وحتى لو قتلوني ما سيحصل ستزدادون حرصا وقوة على إنجاز مشروعكم من أجل خير هذا البلد". وأضاف ابن كيران "لا تخافوا من الذين يريدون أن يزايدوا عليكم ودافعوا عن الأمور المعقولة وقفوا ضد الأمور غير المعقولة"، مشيرا إلى أن خصوصية المرحلة والانتقال من المعارضة إلى التسيير تتطلب تكثيف جميع الجهود من أجل نجاح هذه التجربة. وفي موضوع ذي صلة أكد ابن كيران أنه "لا يمكن أبدا أن نكون ضد المظاهرات الاحتجاجية للساكنة بسبب المشاكل التي تعاني منها، فهذا أمر معقول ومطالبتها بذلك أمر مشروع لا يمكن أن نكون ضده، ولكن الرشق بالحجارة وغيره أمر غير مقبول"، مضيفا أن المحافظة على الأمن يجب أن تكون معقولة ودون تجاوزات وإذا وقعت بعض التجاوزات فينبغي معالجتها عبر التحقيق وسلطة القضاء.