يبقى مفهوم الحب كقيمة إنسانية راقية، لا نجد فيه نسخا مثل نسخ " version 2008 أو version 2010" لبرامج المعلوميات وغيرها، بل يبقى تابثا ولا يتغير، بل تتغير فقط طرق توظيفه أو تكييفه عبر الأجيال التي تتعاقب و التي بلا شك تؤثر بسلوكياتها و نمط عيشها على مفهوم الحب، بحيث يبقى لدى كل جيل طرق تعبير خاصة به تواكب هي الأخرى تطور المرحلة التي يعيشها، بمقارنة جيل السيتينات و السبعينات بالجيل الحالي، أظن أن المفهوم الحب كان يحتفظ بقوته المستمدة من البساطة في طرق العيش التي كانت مبنية هيالأخرى على منظومة قيم اجتماعية متماسكة يراعى فيها الجانب الروحي أكثر بخلاف الجيل الحالي الذي يعيش أزمة خلل في منظومة قيمه التي تعتمد كثيرا على ماهو مادي، حيث تربط كل طرق التعبير عن الحب بالجانب المادي لتنتزع من الحب تلك القيمة المضافة، في عصرنا لم يسلم الحب من " التشييء" كيفما كان نوعه سواء بين عشيقين أو بين زوجين أو أفراد نفس الأسرة وحتى في علاقة الآباء بالأبناء لم يسلم من جعله كغاية للوصول لما هو مادي و ليس كوسلية لتحقيق مجموعة من الاحتياجات في الغالب تكون روحية تدخل في تقوية الجانب النفسي لدى الفرد، أتحدث هنا و أراعي الاستثناءات التي لا تشكل القاعدة ! أما بخصوص الاحتفال بعيد الحب، الذي ارتبط بالحب الرومانسي بالدرجة الأولى، يرى البعض أنه مناسبة دخيلة على الثقافة الإسلامية إذ يتعلق الأمر بمناسبة تخص الديانة المسيحية، ويرى البعض الآخر أن الحب إحساس كوني يتقاسمه الجميع ولا ينحصر في إطار ديانة دون أخرى، بحيث يجب الاحتفال به من زاوية المفهوم ككل، وليس من باب السياق التاريخي لظهوره كعيد! و بين اختلاف الرأيين، تختلف دلالته بين من يحتفلن به من مرأة إلى أخرى حسب سياقات عديدة، فهناك من تعتبر المناسبة نَفسا جديدا لعلاقة الحب التي تجمعها بزوجها أو بشريكها، ومحطة للوقوف عند مجموعة من المكتسبات بينهما لإعطاء شحنة مشاعر جديدة ، فالاهتمام والتقدير يظلان عاملين مهمين للحفاظ على استمرارية العلاقة بينهما، وهناك من ترى أنها مناسبة آنية وظرفية تحصر الحب في يوم وكأن تجسيد مشاعر الحب و إظهارها يتم فقط في مدة 24 ساعة ! بمعنى أن هناك نوعا من التصنع و ربط التعبير عن المشاعر و الأحاسيس بزمن محدد و حضور أشياء تغيب طيلة السنة من قبيل تقديم بعض الهدايا !! الحب كمفهوم لا ينحصر في زمن محدد أو حتى مكان معين ولا يحتاج إلى ربطه بعيد أو مناسبة أو سياق، بل يجب تطبيقه 365 يوما في السنة وعلى مدار الساعة، لكي يكون خزان وقود استمرار العلاقات الإنسانية ككل و ليس الاحتفال بالعيد حبا في الاحتفال فقط ! http://www.facebook.com/YoussefMAADOUROfficialPage