افتتحت ، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أشغال المناظرة الإفريقية حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية التي تشكل مناسبة لتوسيع النقاش وتبادل الخبرات والتجارب في مجال الحفاظ على الحرف التقليدية بمختلف الدول الإفريقية المشاركة. وتندرج هذه التظاهرة، التي تنعقد على هامش الدورة الثالثة للمعرض المهني "من يدينا" للصناعة التقليدية التي انطلقت فعالياتها أول أمس الأربعاء، في إطار الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس التي ما فتئت تؤكد على أهمية فتح آفاق واعدة في مجال التعاون جنوب - جنوب ، من خلال شراكة متعددة الأبعاد تتسم بالنجاعة والفعالية. كما يروم هذا اللقاء ضمان نمو مستدام ومسؤول لحرف الصناعة التقليدية بمختلف البلدان الإفريقية المشاركة، في أفق وضع اللبنات الأساسية لتعاون بناء ومثمر يهدف إلى الحفاظ على هذه الحرف التي تعكس الهوية الثقافية والفنية والإنسانية لهذه البلدان. وفي هذا الصدد، أكد السيد أزومانا موتايي، الوزير المكلف بريادة الأعمال الوطنية وتطوير المقاولات الصغرى والمتوسطة والصناعة التقليدية بالكوت ديفوار، على ضرورة الحفاظ على حرف الصناعة التقليدية بإفريقيا باعتبارها رافعة للتطور السوسيو- اقتصادي بالمنطقة الإفريقية، داعيا إلى إبراز معالم الصناعة التقليدية بكل بلد إفريقي وتوطيد أسس إنعاشها مع ترسيخ خصوصية موروثها الفني والإبداعي في ذاكرة هذه الشعوب. وتوقف المسؤول الإيفواري، في كلمة في افتتاح أشغال هذه المناظرة، عند الإشكاليات التي تحول دون التطور المنشود لهذا القطاع ببلده، خاصة غياب الموارد المادية الكافية ونقص التكوين ، مؤكدا على ضرورة تحديث القطاع وتأهيله وتثمينه من أجل تطوير جودة منتوجات الصناعة التقليدية وتعزيز تنافسيتها. من جهتها، دعت السيدة يحيا بارياوا وزيرة السياحة والصناعة التقليدية بالنيجر، في كلمة مماثلة، إلى الاستلهام من التجربة المغربية الرائدة والمتقدمة في قطاع الصناعة التقليدية، خاصة في مجال تعزيز الكفاءات وتسويق المنتوجات، مؤكدة على ضرورة تأطير وتنظيم هذا القطاع الذي يحتاج إلى المصاحبة والدعم من أجل تطويره. وأبرزت السيدة بارياوا أهمية هذا القطاع في النسيج السوسيو- اقتصادي ومساهمته في خلق الثروات وإحداث مناصب الشغل، خاصة لفائدة النساء اللواتي نجحن بفضل عملهن في هذا القطاع في تحقيق استقلاليتهن المادية. أما السيد مالام جاورا وزير السياحة والصناعة التقليدية بغينيا بيساو ، فعبر عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة المغربية المتميزة في قطاع الصناعة التقليدية من خلال إقامة اتفاقيات للتعاون تساعد على تطوير هذا القطاع وتنظيمه وتأهيله.