، عبارة جميلة ومعبرة لها دلالات كثيرة تتمحور في معانيها أمور عدة، تبدأ وتنتهي عند كيفية الولاء والحب لوطن الخير وقيادة النماء والاستقرار. إن الانتماء للمملكة المغربية ليس مجرد كلام، لكنه مشاركة والتزام من الفرد اتجاه هذا البلد الغالي بما يحقق مصلحة الوطن ويدفع مسيرة التقدم فيه، كما أن الالتزام ليس مجرد كلمات وشعارات أو أغنية نرددها ونرقص على أنغامها فيحصل ويكون الانتماء، فهذا منافي للواقع والمنطق، لأن الانتماء الحقيقي للوطن يكون بخدمة الوطن والمواطن . لقد أوجب الإسلام الدفاع عن الدين والوطن والأرض والعرض، ومن الخيانة العظمي أن يخون مواطن وطنه ويتأمر ضده من أجل منفعة مادية أو فئة معينة، ومن فعل ذلك كان بعيدا عن الدين وبعيدا عن الله، ولا تقتصر حماية الوطن والدفاع عنه علي مواجهة العدوان والدخيل فحسب، بل إن من الواجب في حماية الوطن مناهضة كل فكر مغشوش، أو محاولة استقطاب البعض لمصلحة أصحاب الأهواء المشبوهة، كما تشمل حماية الوطن المحافظة علي أسراره الداخلية، وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو ممن يريدون إحداث القلق والفتنة وإثارة المخاوف والاضطرابات والسوء، كما يجب المحافظة عليه من أعداء السلام الذين ينفثون سمومهم في أجواء المجتمعات و يشجعون عليها أو يدعون لها بغيا منهم وعدواناً. إن حماية الوطن ليست مخصصة لجنودنا البواسل فقط، ولكنها دين في رقبة كل مواطن تعطر بتراب المملكة المغربية الطاهر، والتحف بسمائها وتذوق قيمة المواطنة الحقة والحياة الكريمة وقبل كل ذلك عاش في أمن وأمان، فلا الجيش وحده يكفي لحماية الوطن، ولا الأمن الداخلي وحده يكفي لحماية الوطن، فحماية الوطن تحصل بتعاون المواطنين مع الجيش والامن، لأن الشعب هو الذي يبني الوطن، هو الذي يحميه ويدافع عنه ويرد عنه المكائد والمؤامرات وشرور الأعداء. لذا من واجبنا نحن أبناء هذا الوطن أن نكون عيونا ساهرة لحماية أمن بلدنا الغالي، وأن نتضامن في مواجهة أي خطر يهدد استقرار هذا البلد السعيد، وأن نتحد جميعا وبلا استثناء علي ردع كل من تسولت له نفسه أن يتجرئ على حرمة وطننا الحبيب، وأن نقوم بالتبليغ عن كل تحركات مشبوهة لشخص أو جماعات قد تهدد سلامتنا، لأن مسؤولية حماية الوطن لا تتوقف عند مكونات الأمن الوطني، بل هي مسؤوليتنا جميعا، وأن نشارك القيادة الحكيمة دروب البناء ونكون عونا لهم في مسيرة التطور والنماء التي بدأها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، والذي علمنا قبل كل شيء أن الوطن أمانة والمواطنة مسؤولية.