كشف علماء أمريكيون أن الأطفال الصغار يدركون أهمية الحجم الكبير في قياس الغلبة بين فردين متصارعين. وقام علماء من جامعة هارفارد وكاليفورنيا في أمريكا بإجراء خمسة تجارب على 144 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 16 شهرا لقياس ردود أفعالهم عند مشاهدة أفلام فيديو عن الصراع بين كائنات كرتونية بأحجام متعددة. وقالت كاتبة الدراسة والباحثة بقسم علم النفس بجامعة هارفارد والأستاذ المساعد بجامعة كونبهاغن لوت تومسون: "عندما يستسلم شخص كبير الحجم لشخص أصغر، والتي تُعتبر نتيجة غير متوقعة، يستمر الأطفال بمتابعة المشهد لفترة أطول، وأن الأطفال يستمرون في مشاهدة أشياء لفترات أطول عندما يرون أشياء تذهلهم، وهذه ردود الأفعال تشير إلى أن الإنسان إما أنه يولد يفهم بعض الأمور الاجتماعية السائدة تتعلق بحجم الأشياء أو أنه يكتسبها في مرحلة عمرية مبكرة، وهي الخاصية التي نجدها في الإنسان والحيوان على السواء". وأضافت: "بالنسبة لنا هذه هي إحدى الدراسات التي تقترح أن الأطفال يأتون للعالم بمجموعة معقدة من المفاهيم الأساسية التي يستخدمونها لفهم العالم ومعرفته". والأفلام التي استخدمها الباحثون صورت كتلتين كبيرة وصغيرة الحجم بها صورة للعينين والفم ترتد فجأة إلى الاتجاه المعاكس، وقد شاهد الأطفال الكتلتين يتقابلن في المنتصف يعوق كل منهما تقدم الآخر، ثم يشاهدون أيا من الكتلتين الكبيرة أو الصغيرة تنحني وتتنحى جانباً بعيداً عن الأخرى. وأوضحت ردود أفعال الأطفال أن الصغار الذين تبلغ أعمارهم ثمانية أشهر فشلوا في فهم معنى أن تتنحى الكتلة الكبيرة أمام الكتلة الصغيرة، إلا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 – 16 شهراً أظهروا دهشتهم عند مشاهدة ذلك، مما يعني أن فهم تلك المعاني تتطور عند سن 8 -10 شهور. وبيَّنت تومسون أن عالم الحيوان حافل بمثل تلك الأمثلة المتعلقة بسيطرة الأكبر حجماً مثل الطيور والقطط التي تنفش نفسها كي تبدو أكبر حجماً لمهاجميهم أو الكلاب التي تتمدد بأجسادها للتعبير عن الإذعان. وعلق باحث الطفولة والأستاذ المساعد في علم النفس المتطور بجامعة بورديو جورج هوليش قائلاً :"هذه الدراسة أضافت الجديد في فهم الأطفال الصغار وبمدى إدراكهم للقوى المجتمعية وفقاً للحجم فقط".