أشارت نتائج دراسة حديثة إلى ان اللحوم الحمراء -وليس جميع أنواع البروتينات الأخرى- ترتبط بزيادة احتمالات الاصابة بالسكتة الدماغية فيما تزداد فرص هذه الإصابة مع زيادة كميات اللحوم الحمراء المستهلكة. قام الباحثون بتحليل بيانات من 11 ألف شخص من متوسطي العمر لم يتعرضوا لأي مخاطر أخرى مسببة للسكتة الدماغية مثل داء السكري وأمراض القلب ثم تابعوا حالات نصف هذا العدد على امتداد 23 عاماً. وبينت النتائج ان من استهلكوا اللحوم الحمراء بكميات كبيرة ارتفعت لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية -الناجمة عن انسداد أو ضيق الشرايين المغذية للمخ- بنسبة 47% بالمقارنة بمن تناولوا الحد الأدني من هذه اللحوم. ولم ترتبط البروتينات الأخرى -مثل الدجاج والمأكولات البحرية أو المصادر النباتية مثل البقول والمكسرات- بأي مخاطر إضافية. كميات البروتين وقال برنارد هانينتش من مركز علاج الأزمات القلبية بجامعة فيرتسبورج بألمانيا إنه على الرغم من ان دراسات سابقة ربطت الإصابة بالسكتة الدماغية بتناول مأكولات ذات محتوى عال من البروتين -فيما كانت نتائجها متباينة- إلا ان الدراسة الحالية تؤكد الأدلة التي تشير الى ان اللحوم الحمراء بالذات هي التي تمثل مثل هذا الخطر. وقسمت المجموعة الخاضعة للدراسة إلى أربع فئات حسب كميات البروتين المستهلكة يومياً ونوعها وعدد السعرات الحرارية، وتبيّن أن تناول المزيد من البيض ارتبط بتزايد فرص الاصابة بالسكتة الدماغية النزفية -التي تتميز بانفجار الاوعية الدموية في المخ وهي أقل شيوعاً- بنسبة 41%. وأدت زيادة تناول اللحوم المصنعة مثل لحوم الخنازير والنقانق الى تزايد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24%. وأشارت بيانات نشرت في الآونة الاخيرة الى ان مبيعات اللحوم المصنعة من النقانق ولحوم الخنازير واللحوم الحمراء سجلت تراجعا حادا في كبرى المتاجر البريطانية في أعقاب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية والذي نبه إلى أنه يتعين إدراج هذه اللحوم ضمن قائمة الأغذية التي يحتمل أن تكون مسببة للسرطان. كانت المراجعة التي أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ومقرها باريس التابعة لمنظمة الصحة العالمية قد صنفت اللحوم المصنعة على انها "مسببة لسرطان القولون والمستقيم لدى البشر" وذلك في الفئة الأولى من قائمتها المسببة للمرض التي تشمل أيضاً التبغ والحرير الصخري (الاسبستوس) وهي مواد توافرت بشأنها أدلة كافية عن علاقتها بالاصابة بالأورام.