أعطيت صباح اليوم الخميس بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ببني ملال، الانطلاقة لفعاليات المحطة الأولى من المرحلة الثالثة لمشروع "الربط بين الفصول الدراسية"، الذي تشرف عليه مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، والمجلس الثقافي البريطاني بالمغرب. وتهدف هذه المحطة، التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام، وتستهدف 30 أستاذا وأستاذة في مادة اللغة الانجليزية في مرحلتها الأولى، إلى المساهمة في بناء نظام تعليمي منصف وشامل وعالي الجودة، يساعد المتمدرسين على تملك مجموعة من الكفايات المتضمنة في المنهاج الدراسي، ودعم الشباب ومساعدتهم على تنمية معارفهم ومهاراتهم الجوهرية وقيمهم، مما يخدم مستقبلهم ويسمح لهم بالانخراط في بيئتهم بشكل نقدي ومبدع. ويروم المشروع الذي يعد برنامج شراكة جديد، يعمل على الربط بين مدارس المملكة المتحدة ودول أخرى، ويستمر لخمس سنوات، البدء بتعلم التفكير النقدي وحل المشكلات، وتأمين الانخراط الفاعل للمتمدرسين باعتبارهم شركاء في المنظومة التربوية، والرفع من قدرة الأفراد والمنظمات على المساهمة في إحداث تغيير اجتماعي إيجابي، وتعزيز مفهوم المجتمع المدني، والرفع من استعمال اللغة الانجليزية كوسيلة للاتصال الدولي والتفاهم بين الثقافات. ويرتكز مشروع "الربط بين الفصول الدراسية"، والذي يأتي في إطار انفتاح الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على التجارب الدولية الرائدة في مجال التربية والتكوين لتطوير مجال التعليم، على التفكير النقدي وحل المشكلات، والتنسيق والتواصل والإبداع والتطور والمواطنة والوعي الرقمي، وقيادة التلاميذ والتنمية الشخصية. وقال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ببني ملال، السيد عبد المومن الطالب، في كلمة افتتاحية، إن هذا اللقاء يأتي في إطار انفتاح الأكاديمية على التجارب الناجحة في مجال النهوض بالمنظومة التعليمية، ولمواكبة الأطر التربوية والتعليمية في تنزيل التدابير ذات الأولوية ومشاريع الإصلاح. وأضاف خلال هذا اللقاء، الذي حضره نواب التربية الوطنية بالجهة والمنسقون الجهويون للمواد، والمفتشون المكلفون بتنسيق التفتيش الجهوي بالأكاديمية، وممثلو المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، أن هذا المشروع يروم مد المؤسسات التعليمية والتلميذات والتلاميذ والمدرسين، بمجموعة من الكفايات التي ستمكن الشباب من العمل في اقتصاد معولم، وبالتالي المساهمة في التنمية والاندماج في المجتمع. وأبرز الطالب أن هذه الدورة التكوينية، التي تتواصل على مدى ثلاثة أيام، ستمكن الأساتذة والمديرين وممثلي النيابات الإقليمية، من تبادل الخبرات والإطلاع على تجارب دول أخرى منخرطة في هذا البرنامج على مستوى شمال افريقيا والشرق الأوسط، خاصة التجربة البريطانية. من جانبها، أكدت المسؤولة عن المشروع بالمجلس الثقافي البريطاني، السيدة مرية هريوش، أن مشروع "الربط بين الفصول الدراسية"، الذي يهم بالإضافة إلى المغرب دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط (مصر والأردن ولبنان والعراق وفلسطين واليمن )، يهدف إلى توفير فرص الحصول على موارد عالية الجودة، وتحسين جودة التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتحسين الناتج التعليمية للشباب، وبناء قدرات المدرسين والمسؤولين التربويين في مجموعة من مناطق المغرب. وأضافت هريوش، أن برنامج 2015-2016 يشمل في المغرب أكثر من 250 معلما ومدير مدرسة، و27 ألف تلميذ ينتمون إلى مجموعة من المدارس التابعة لأكاديميات بني ملال- خنيفرة، وسوس - ماسة، والشرق - الريف. يذكر أن المشروع يشمل في مرحلة 2015-2018 بالمغرب الأكاديميات الثلاث المذكورة، وينتظر أن ينخرط فيه حوالي 250 مدرسا ومديرا، بالإضافة إلى 270 ألف تلميذة وتلميذ، فيما يهدف على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى توفير موارد ذات جودة عالية ب 3500 مؤسسة تعليمية، حيث سيمكن الفئات المستهدفة من الشباب من تطوير تعلماتهم وتعميق معارفهم، وتعزيز القدرات لدى أربعة آلاف إطار إداري وتربوي. وساعد المشروع خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، على إبرام العديد من الشراكات ما بين المؤسسات التعليمية، ساهمت جميعها في تحسين المردودية والارتقاء بالقدرات المهنية لأزيد من 28 ألف مدرسة ومدرس، في مجالات المواطنة الكونية وتملك تقنيات الإعلام والتواصل، والتحكم في استعمال اللغة الانجليزية في مجال التبادل والتواصل.