انطلقت اليوم الثلاثاء بالمكتبة الجامعية محمد السقاط بالدارالبيضاء، أشغال الندوة الأكاديمية الدولية الأولى "على طرفي طريق الحرير : المغرب والصين" ، بمشاركة باحثين وأكاديميين من عدة دول أجنبية إلى جانب المغرب. وتأتي هذه الندوة، التي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام، والتي تنظمها جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء بشراكة مع جامعة الدراسات الدولية بشنغهاي، في إطار إسهام الجامعة المغربية في دعم مشروع إحياء طريق الحرير، اعتبارا لأهمية هذه المبادرة في تعزيز جسور التعاون والتنسيق المشترك بين المغرب والصين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن إبراز الدور الهام الذي اضطلع به المغرب في تعزيز التبادل الحضاري والثقافي مع بلدان الشرق القديم، وخاصة الصين. وفي هذا الصدد، أبرز المنظمون أن هذه التظاهرة الاكاديمية، التي تطمح إلى أن تصبح موعدا سنويا، تسعى إلى التعريف بالدور المحوري الذي يقوم به المغرب في الربط بين الحضارات المختلفة بحكم موقعه الاستراتيجي الهام، ومكانته كفاعل محوري في المنطقة الإفريقية والمتوسطية والعربية-الإسلامية، علاوة على انخراطه الفعلي في استراتيجية بديلة تروم تقوية علاقات التعاون جنوب-جنوب، وبناء أسس شراكة متينة تحقق انتظارات وتطلعات شعوب هذه المناطق على المستويين السياسي والاقتصادي. وأضافوا أن المملكة المغربية، وبفضل روح التسامح والتعايش التي ميزتها تاريخيا، هي مؤهلة أكثر من غيرها من بلدان المنطقة لتكون البوابة الرئيسة في تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدان التي تشملها بعض أطراف هذه الطريق الجديدة، وفي تكريس قيم التعايش والحوار بين مختلف الديانات والثقافات. وبهذه المناسبة، أكد رئيس جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء السيد ادريس المنصوري أن "انخراط الجامعة في دعم مشروع إحياء طريق الحرير بنفس الهمة والعزم، يأتي اعتبارا ?همية هذه المبادرة في تقليص الفجوات بين الشعوب، وفي تكريس قيم التعايش والحوار بين مختلف الثقافات". وأشار إلى أن هذا الملتقى المهم، الذي سينظم بالتناوب بين جامعة الدارالبيضاء وجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، يأتي في سياق تعزيز علاقات الشراكة والتعاون بين المؤسستين، ولتفعيل مساهمتهما في دعم مختلف الجهود والمبادرات الهادفة إلى مد جسور التعاون، وتوطيد علاقات التنسيق المشترك بين المغرب والصين في مختلف المجا?ت. وشدد في هذا السياق على أن انخراط المغرب في مشروع طريق الحرير الجديد، من شأنه أن يسهم في "تعزيز موقعه ضمن الدول المساهمة في هذا المشروع، وفي مجاراة التحولات السارية من حوله، وفي التأسيس لعلاقات شراكة وثيقة مع بقية أمم العالم، في ظل عالم يزداد انفتاحا، على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة مصالح كل الأطراف المنخرطة في هذا المشروع الطموح". ومن جهته، اعتبر عميد كلية الدراسات الفرنسية بالجامعة الدولية بشنغهاي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن اختيار المغرب لاحتضان هذه الندوة يكتسي دلالة خاصة بالنظر إلى موقعه كملتقى للطرق التجارية والتبادلات الثقافية بين إفريقيا وأوروبا، مسجلا أن المملكة، كطرف رئيسي في طريق الحرير، تعتبر قناة لتعزيز التواصل بين البلدان المعنية بمشروع إقامة حزام اقتصادي انطلاقا من طريق الحرير التاريخي، والمنخرطة في مبادرة إحياء هذه الطريق، لجعلها طريقا للتقدم والسلم والتعايش والصداقة والتعاون وفق مبدأ رابح -رابح. وتابع أن إنجاح هذه المبادرات، التي من شأنها أن تسهم في تحقيق تنمية اقتصادية للبلدان المعنية وتعزيز قنوات الحوار والتواصل في ما بينها، يتطلب انخراط الباحثين والأكاديميين والخبراء بمختلف تخصصاتهم في مشاريع بحث أكاديمية تقود نحو إرساء دعامات التسامح والتعايش والحوار بين مختلف الشعوب والثقافات. وتتمحور أشغال هذه الندوة حول أربعة محاور أساسية، تشمل "دور طريق الحرير في تعزيز العلاقات العربية والإسلامية الصينية عبر التاريخ"، و"الصين في رحلة ابن بطوطة وتلقي كتابه في الكتابات الصينية" و"العلاقات الاقتصادية بين المغرب والصين: الواقع والآفاق"، و"طريق الحرير الجديد: المشروع والرهانات". ويشارك في هاته الندوة مجموعة من الباحثين الذين يمثلون جامعات وطنية (جامعات الدارالبيضاء، وفاس، وجدة وسطات)، وأجنبية (تونس، لبنان، العراق، سلطنة عمان)، وكذا متخصصين اقتصاديين وسياسيين سينتظمون في جلسات موضوعاتية لمناقشة مشروع إحياء طريق الحرير.