أكدت الكولومبية زليمة سليبي دي منزور رئيسة مؤسستي "الملتقى العربي الكولومبي" و"عرب أمريكا اللاتينية"، أمس الاثنين بمدينة العيون، أن المغرب يعد ضمن الدول القلائل في العالم التي اشتغلت بعمق على الاعتراف بالهويات المختلفة وأرست سياسة اندماج حقيقية باحترام دقيق وشامل وعميق لحقوق الإنسان. وقالت السيدة دي منزور في كلمة لها خلال حفل إعطاء انطلاقة فعاليات المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني بالعيون، الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي، ومؤسسة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما من 9 إلى 11 نونبر الجاري، تحت شعار "الفيلم الوثائقي رؤى متقاطعة وتثمين للرصيد اللامادي للتاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني" ، "إن المغرب لا يتميز فقط بمستوى متقدم من التنمية الاقتصادية، بل أساسا بتنوعه وغناه الثقافي الذي قدم عطاءات هامة لإفريقيا ودول المتوسطي وأمريكا اللاتينية، ومناطق أخرى عبر العالم." وعبرت باسمها ونيابة عن الوفد المشارك في المهرجان، الذي تترأسه، والذي يضم ممثلين عن دول كولومبيا والأرجنتين وكندا والشيلي والبرازيل والبيرو وبنما وكوبا والهندوراس وجزر الموريس وفنزويلا، بالإضافة إلى الولايات لمتحدة الأمريكية وإسبانيا ودولة فلسطين، عن اعتزازها الكبير والوفد المرافق لها، لحضورها لمدينة العيون تزامنا مع الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، وكذا الأجواء التي تعيشها المنطقة على إيقاع خطاب جلالة الملك محمد السادس. وثمنت السيدة دي منزور مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، الداعي إلى تعزيز أسس الوحدة الوطنية للمملكة المغربية، والذي كان قويا بالنظر لرؤيته الدقيقة المعبرة عن التنوع الثقافي بالمغرب، معبرة عن تهانئها العميقة لجلالة الملك الذي يشتغل ويحرص على وحدة هذا الوطن. وقالت "إن هذا المهرجان الأول حول الفيلم الصحراوي هو "بادرة كبيرة في حجمها تدخل في إطار السياسات الثقافية والمجهودات التي تضع الكرامة والحرية الإنسانية قبل كل شيء"، معتبرة أن مشاركة الوفد الذي تمثله، شرف كبير يستدعي تقديم الشكر لكل من السيد وزير الاتصال ومدير المركز السينمائي المغربي و رئيس مركز الذاكرة المشتركة للسلم والديمقراطية". وأضافت أن "هذا الموروث الثقافي الهام يجب أن نورثه للأجيال القادمة، على اعتبار أن أبناء الصحراء وشبابها هم حملة الذاكرة التي تصلح أساسا للتعاون والتنمية والنمو الإنساني المشكل للمستقبل"، "متجاوزين القطيعات التي كان سببها مجموعة من المصالح التي لا تعنيهم في شيء والتي ليست في صالح هؤلاء الشباب". واعتبرت السيدة دي منزور أن مشاركة الوفد الذي تقوده بمثابة "إسهام في الدفاع عن اندماج إنساني يعترف بالاختلاف والتنوع بدون أن تكون الهويات المحلية في مواجهة بعضها، بل لتغنيها ليس فقط على المستوى المحلي بل الدولي أيضا، لأن الآخر المختلف ثقافيا ليس عدوا بل يعد جزء من كينونتنا التاريخية"، مشددة على أن "التكامل والتقاطع الثقافي يمكن من الاعتراف بالآخر ويفتت المخاوف ويفتح الآفاق نحو التعايش والتسامح والسلام والخير للجميع.