أكد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية السيد الشرقي الضريس أن المغرب يعمل بشكل متواصل ضمن الجهود الدولية من أجل الحفاظ على السلام والأمن عبر العالم، وأنه يقدم إسهاما جوهريا في الجهود الرامية لتعزيز النظام الدولي للسلامة والأمن النوويين. وأبرز الوزير، الذي ترأس اليوم الخميس بمقر المديرية العامة للوقاية المدنية مؤتمر فيديو مع كاتب الدولة الإسباني للأمن فرانسيسكو مارتينيز فاسكيز، بمناسبة تنظيم تمرين مشترك مغربي - إسباني، من 27 إلى 29 أكتوبر الجاري بمدريد، يحمل إسم "البوابة لإفريقيا" حول نقل مصدر ناشط إشعاعيا عن طريق البحر من ميناء الجزيرة الخضراء إلى نظيره طنجة المتوسط، أن هذا التمرين يندرج في إطار تنفيذ خطة التعاون الثلاثي في? مجال الأمن النووي والإشعاعي بين المملكتين والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أن هذا الحدث، الأول من نوعه مع الوكالة، دليل على قوة الشراكة بين البلدين، ويخول فرصة لتعزيز أكبر لروابط التعاون بين السلطات المغربية والإسبانية، القائمة على أساس الثقة وتبادل المساعدة، مضيفا أن الأمر يتعلق، من خلال هذه العملية، بتكريس تقدم سيمكن من تقوية قدرات البلدين في مجال التنسيق وتدبير الأزمات وتنظيم الرد على حالة طوارئ إشعاعية ناجمة عن فعل إجرامي أو إرهابي. واعتبر السيد الضريس أن التحديات الأمنية التي تواجه المجتمع الدولي تستدعي اليوم، أكثر من أي وقت مضى، خدمات الأمن والدفاع المدني في البلدين، وتفرض المزيد من اليقظة والتشاور من أجل استباق التهديد الذي يستهدف المنطقة ويعرض للخطر ليس فقط أمنها واستقرارها، ولكن أيضا القيم المشتركة للانفتاح والتسامح. هذه التحديات، يضيف الوزير، تتعلق، على الخصوص، بالإرهاب والجريمة المنظمة وتدبير تدفقات الهجرة ليس فقط في حوض المتوسط، ولكن أيضا في منطقة الساحل والصحراء التي يميزها عدم استقرار متوطن تتغذى منه مختلف الفصائل والمنظمات الإرهابية الانفصالية والإجرامية. من جانبها، رحب كاتب الدولة الإسباني بمساهمة السلطات المغربية في نجاح هذا التمرين المشترك، مشيرا إلى أن إسبانيا يربطها تعاون أمني مكثف مع المغرب. وأعرب المسؤول الإسباني، مرحبا بالمستوى الممتاز للتعاون الثنائي الذي يخول تعبئة وتنسيق الجهود اللازمة لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة، عن أمله في أن يتكرر هذا النوع من التمارين لتحسين قدرات التنسيق وتدبير الأزمات بين الأجهزة الأمنية في البلدين. وأفاد بيان للمديرية العامة للوقاية المدنية بأن هذا التمرين خول تقييم وتحسين القدرات في مجال التنسيق والتشاور، وتدبير الأزمات والرد، قصد مواجهة وضع طارئ نتيجة حادث أو عمل إرهابي أو إجرامي، له تداعيات إشعاعية. وتم تنظيم تمرين "البوابة لإفريقيا" على مرحلتين بمشاركة ستين ممثلا ل24 دولة مراقبة عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وممثلي منظمات دولية. وتمثلت المرحلة الأولى، ضمن تمرين بالقاعة، في تبادل بين الخبراء المغاربة والإسبان حول آليات الرصد والاستجابة لوضعية طوارئ ناتجة عن فعل عدائي أو إرهابي أثناء عملية النقل البحري لمواد مشعة. وهمت المرحلة الثانية للتمرين محاكاة في البحر الأبيض المتوسط ?للرد بشكل مشترك على عمل إرهابي في المياه الإقليمية للبلدين بين الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط، حسب البلاغ الذي أبرز أن المصالح المختصة المدنية والعسكرية بالمغرب وإسبانيا شاركت في هذه المحاكاة لاختبار آلياتها الخاصة بتبادل المعلومات والتنسيق والرد على هذا الهجوم. ويشكل تمرين "البوابة لإفريقيا" مساهمة جوهرية في تعزيز سلامة نقل المواد المشعة في المضيق، وكذا في أشغال القمة الرابعة حول السلامة النووية التي ستنعقد في واشنطن في مارس/أبريل 2016. وجرى مؤتمر الفيديو بحضور سفير إسبانيا في المغرب خوسيه دي كارباخال، والمفتش العام للوقاية المدنية، الجنرال دوديفيزيون عبد الكريم اليعقوبي، والمدير العام للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية خالد المديوري.