يتزايد في فرنسا عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة الصينية بشكل ملحوظ، ويعزى ذلك لأهمية الصين على المستوى الاقتصادي. وفي حين كان عدد طلاب اللغة الصينية في عام 2004 لا يتجاوز 9300، هناك حالياً ما يقارب 30000 فرنسي يدرسون هذه اللغة، في ما يشكل 10% نسبة نمو. وأشارت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إلى أن الصينية تحتل المرتبة الخامسة في قائمة اللغات الأكثر تدريساً في فرنسا، متفوقةً بذلك على اللغتين العربية والروسية، ولكنها لا تزال أقل الإنكليزية الإسبانية والالمانية. وأكد مؤسس جمعية "فرنسا الصين تربية"، جان بيار لورانزاتي، للصحيفة أن الأمر أكثر من موضة، مضيفاً: "اللغة الصينية اكتسبت موقعاً عالمياً لا يمكن تجاهله". وإن كان في السابق يقع خيار الطلاب على اللغة على الصينية لأسباب ثقافية، فقد أصبح الآن الدافع الاقتصادي هو الذي يحثهم على تعلم الصينية. إذ إن الصين تشكل ثاني أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، كما تشكل أول وجهة اغتراب للأوروبيين، متقدمة بذلك على الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة. وتشكل الصين أيضاً إحدى أكثر الدول التي يقصدها خريجي معاهد الهندسة والتجارة الفرنسية للتدرب. واعترفت أستاذة اللغة الصينية، ون ينغ لوفابفر، بأن الصينية مختلفة عن الفرنسية، لكنها أكدت أنها ليست صعبة وأنه بعد سنتين أو ثلاثة من الدراسة يصبح بإمكان الطالب أن يتكلمها بشكل جيد، ولكن تبقى كتابتها عملية صعبة. وتعليم اللغة الصينية ليس حكراً على المدارس، إذ إن أكثر من 150 جامعة ومعهد تعليم عالٍ في مختلف أنحاء فرنسا يؤمن تدريس الصينية لطلابه. ويرى طلاب الصينية فائدة مهنية في تعلم هذه اللغة، حيث تسهل المفاوضات التجارية مع المسؤولين الصينيين الذين في معظمهم لا يتكلمون الإنكليزية حتى.