صحفي باحث إن الصحافة المغربية مهما ادعت على أنها جريئة وتملك المصداقية التامة لنقل الخبر دون رتوش, إلا أننا نفاجئ بعدم تطرقها لمواضيع أكثر أهمية من زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب ولسبب واحد وهو أن زيارة هذا الأخير تدخل في نطاق معالجة بعض المشاكل الاقتصادية وخصوصا تلك المتعلقة بالصيد البحري. أما ما يتعرض له كل معارض مغربي من اغتيال كما حصل مع المرحوم يوسف بوكاشوش, نجد صحافتنا الموقرة تتغاضى النظر عن مثل هذه المواضيع رغم أن المرحوم له وزنه الثقيل على الساحة السياسية الوطنية من جهة والساحة العربية والدولية من جهة أخرى. لكن السؤال المطروح هنا هل زيارة أمير قطر الأخيرة للمغرب لها علاقة بموضوع الاغتيال؟ هذا السؤال ما أجاب عنه الزميل مصطفى العمراني في مقال له نشر على صفحات الجرائد السورية, جواب يحمل الكثير من الاستفسارات وعلامات الاستفهام, لأن عملية الاغتيال جاءت مباشرة بعد زيارة حاكم قطر وزوجته للمغرب. وحسب ما جاء في تصريح لمصطفى العمراني بناءا على معلومات صادرة من الرباط, أن المرحوم بوكاشوش سبق له أن نشر موضوعا يتعلق بالزوجة الرابعة الغير الشرعية لأمير قطر المغربية الأصل واليهودية الديانة التي تلبي الرغبات الجنسية لأمير دولة حجمها حجم علبة عود الثقاب... لكن بالبترودولار يمكن شراء الذمم وخصوصا تلك التي لا يهمها سوى إرضاء الحكام علهم ينعمون عليهم بإيتاوات ورخص متنوعة. إن الاستخبارات في العالم الغربي تشتغل ليل نهار لحماية أمن المواطن قبل حماية نفسها, لكن في مغربنا العزيز وباقي الدول العربية المتخلفة همها الأهم حماية رؤسائها وأولياء نعمها, وهذا ما جعلنا نتراجع إلى مؤخرة الدول ديموقراطيا, لأننا نحتاج لدروس التوعية في الوطنية الحقة, لأن الوطنية ليست فقط لفظ لغوي يستهلك على شاشات التلفزيون أو عبر الصحف أو... إنما الوطنية هو الشعور بالانتماء والتصدي لكل مناورة أو محاولة للمس بكرامة المواطن الذي هو العمود الفقري للوطن, فبلا مواطن لا وطن, وبدون وطن لا مواطنة.