يتطلب التعامل مع الأطفال حديثي الولادة أخذ الحذر، لاسيما وأن الطفل يكون في هذه المرحلة أكثر عرضة للأمراض واستقبال الجراثيم والفيروسات من محيطه، وخصوصا عند التقبيل. يبقى تقبيل الأطفال في بعض المجتمعات أكثر الطرق شيوعا للتعبير عن الحب والحنان، لكن ما يجهله الكثيرون أن تقبيل الأطفال، خاصة حديثي الولادة منهم، وإن كان على الخد فقط، يشكل خطورة على صحتهم. كيف؟ في مدينة دونكاستر ببريطانيا تعرض رضيع للإصابة بمرض الحلأ البسيط (الهربس) بعد أن قبله شخص مصاب بالهربس كان قد زار العائلة لتهنئتها بالمولود الجديد. وبحسب ما نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية فإن الأم قامت بنقل رضيعها على الفور إلى المستشفى مباشرة بعد أن لاحظت تورم شفتي رضيعها، أمر استحسنه الأطباء في المستشفى وأشادوا بأخذها للأمر على محمل الجد. وكشف الفحص الطبي الذي أجري في المستشفى تعرض الطفل إلى التهاب الحلق ما دفع بالأطباء إلى إجراء اختبارات أخرى للتأكد من عدم تعرض المولود إلى تلف في الدماغ أو الكبد. وقام الأطباء بتقديم أدوية مضادة للفيروسات للرضيع عن طريق التنقيط، وبعد خمسة أيام تحسن وضع الطفل.
وقامت والدة الطفل بطرح تجربتها في الفيسبوك للتواصل مع أمهات أخريات والتحذير من إصابة حديثي الولادة بفيروس الهربس عند تقبيل زائرين مصابين بهذا الداء لهم. وأوضحت الأم في تعليقها على صفحة الفيسبوك أن قروح الهربس تشكل خطورة كبيرة على حياة الأطفال حديثي الولادة، وأضافت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر ليس لديهم المناعة الكافية ضد هذا الفيروس. كما أن الإصابة بهذا الفيروس بإمكانها أن تؤثر على الكبد والدماغ وتؤدي في أسوأ الحالات حتى إلى الموت. وذكر تقرير الصحيفة أن 85 في المائة من الأشخاص يحملون معهم فيروسات وجراثيم وأي تواصل مع الرُضع يمكن أن يؤثر في غالب الأحيان على صحة الأطفال حديثي الولادة. ولا ينصح كذلك بتقبيل الرُضع قبل مرور ستة أسابيع على ولادتهم لحمايتهم من الجراثيم. كذلك التأكد من سلامة الزوار قبل الاقتراب من الرُضع مع منع بات لتقبيل للطفل على فمه.