يخلد المغرب، على غرار المجموعة الدولية، اليوم العالمي للسياحة (27 شتنبر) الذي يحتفل به هذه السنة تحت شعار "مليار سائح.. مليار فرصة" . ويأتي الاحتفال بهذا اليوم في ظل النتائج الإيجابية التي تحققها السياحة المغربية بفضل المرتكزات الهيكلية المتينة والخيارات الاستراتيجية الصائبة التي تروم تفعيل رؤية 2020 الريادية في المجال السياحي. وفي هذا السياق، واصل القطاع السياحي الوطني تحقيق نتائج مشجعة في ظل ظرفية اقتصادية عالمية مضطربة بأوروبا بالخصوص، وكذا في سياق جيو- سياسي جهوي غير مستقر بالمنطقة العربية حيث بدأ القطاع منذ السنوات الأخيرة يجني ثمار الأسس القوية والجهود المبذولة على مستوى التسويق والترويج في مختلف الأسواق المستهدفة، وكذا بفضل انخراط جميع الأطراف المعنية في شراكة قوية ومستدامة بين القطاعين العام والخاص للارتقاء بالمملكة إلى مصاف العشرين وجهة سياحية الأولى في العالم في أفق سنة 2020. ويبدو مستقبل قطاع السياحة واعدا كما تدل على ذلك النتائج الإيجابية لأداء نشاط القطاع خلال سنة 2014 والذي سجل، حسب أرقام لوزارة السياحة، نموا في توافد عدد السياح الذين بلغ عددهم 3ر10 مليون سائح، أي بارتفاع 4ر2 في المائة في عدد السياح. كما سجل القطاع خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية ارتفاعا ب 5ر1 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2014، أي بتوافد نحو ستة ملايين و25 ألف سائح . وأشار المصدر ذاته، إلى أن الفترة الممتدة من 2012 إلى 2014 سجلت حصيلة استثمار سياحي بقيمة 1ر51 مليار درهم، وتسجيل ما مجموعه 174 مليار درهم من مداخيل القطاع بالعملة الصعبة، إضافة إلى إنجاز 300 وحدة جديدة بطاقة 27 ألف و860 سرير، وخلق 50 ألف منصب شغل . كما ساهم قطاع السياحة في الناتج الداخلي الخام خلال سنة 2014 بنسبة 1ر8 في المائة، فيما بلغت المداخيل بالعملة الصعبة ما مجموعه 4ر57 مليار درهم وهي نفس المداخيل المسجلة سنة 2013. وفي ما يتعلق بالإشعاع الدولي للمملكة وتعزيز تموقعها كوجهة سياحية ذات مستوى عالمي، فقد انخرط المغرب في جميع المبادرات الدولية للاستدامة منذ سنة 2003 حيث انتخب في مارس 2013 من خلال وزارة السياحة لترؤس الشراكة العالمية للسياحة المستدامة وذلك اعترافا بالتزامه في هذا المجال، وهي شراكة تتوخى إحداث أرضية دولية لتبادل الخبرات وتكوين شبكة دولية في هذا المجال. كما أن البرنامج - الإطار العشري المتعلق بأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين التابع للأمم المتحدة اختار وزارة السياحة كقائد مشترك لهذا البرنامج خلال 2014 لولاية من أربع سنوات مما يكرس طموح المغرب ليصبح نموذجا للتنمية المستدامة بالبحر المتوسط. كما تم ، مؤخرا، انتخاب المغرب عضوا بالمجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للسياحة، لمدة أربع سنوات، وذلك خلال انعقاد الجمع العام ال21 للمنظمة بميدلين (كولومبيا)، وهو ما يمثل تكريسا لدوره الريادي في الصناعة السياحية العالمية. وسيمكن هذا الانتخاب المغرب من شغل أحد المقاعد المخصصة لمنطقة إفريقيا داخل المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للسياحة مما يعزز طموح وإرادة المملكة في التموقع كوجهة ذات مستوى عالمي ويشهد على الاعتراف الدولي بالتزام المغرب بتطوير الصناعة السياحة واعتماده رؤية 2020 الريادية في مجال السياحة.