العزوف السياسي، و إن كانت أعراضه تتمثل في مقاطعة الانتخابات و عدم الاكتراث بالتسجيل باللوائح الانتخابية، راجع لأسباب ناتجة عن الإحباط الشديد و عدم الاكتراث واللامبالاة و عدم الوعي بأهمية المشاركة في تدبير الحياة العامة عكس النتائج تتجلى في استفحال الفساد و إسناد أمور العامة إلى أناس لا يستحقونها و كلها أمور قد تضعف جسد المجتمع و الدولة و من الواضح أن المستفيد الأول من عزوف العامة عن ممارسة السياسة و المشاركة فيها هي الأحزاب السياسية المتواجدة في الساحة و التي بحكم أقدميتها و احتكاكها المباشر بالشأن المحلي و الوطني اكتسبت تجربة و حنكة ميدانية، فمن الطبيعي أن تدافع الاحزاب على مكتسباتها التي حققتها و تقطع الطريق على كل من يرغب في منافستها فهذا أسلوب السياسة المحسوبة .
فالأحزاب تتبنىفي الواجهة خطاب المشاركة في الانتخابات و الانخراط في الأحزاب، لكن عمليا تقصد من هذا الخطاب أن يصوت المواطنون بكثافة على المرشحين التي تقوم بتزكيتهم. و لكي تثبت للحزب أنك مناضل جيد و مخلص لروح الحزب عليك أن تقبل ترشيحا نضاليا في ذيل اللائحة و أن تقوم بحملة انتخابية لرئيس لائحة تعرف مسبقا أن لا تاريخ نضالي له سوى نضاله المستميت لجمع المال.
فالسياسة الحزبية بالمغرب كلعبة وسط ملعب أمام جمهور و الانخراط في الاحزاب هو المشاركة في هذه اللعبة، فإما أن تكون متفرجا و إما ستكون ثوراهائج و إما ستصفق .
السؤال الذي يبحث عنه المواطن :
هل الأحزاب السياسية أصبحت معاقة فكريا؟
و هل ما عاشته سابقا في سنوات الرصاص من تجارب قاسية و ضغوطات عنيفة جعلتها تعيش في رعب و حذر دائم جعلها عاجزة عن نسيان جرح الماضي وعدم التفكير في الحاضر و المستقبل؟
لذا فرسالة المواطن واضحة فالكل يبحث عن اشراق و نور كي يزيد تباهيا لبلده خصوصا لما عرفته من تبادل من ثقافات و تقاليد و بعد ما كانت مجموعة من الأقاليم تعتبر نموذجا من التهميش حتى أصبحت نموذجا في التنمية و ذلك بفضالك الزيارات المبهجة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و رعاياه الأوفياء ، لذا نستنجد من المواطن المغربي، أن يثق في وطنه و في مستقبل بلاده و أن يؤدي واجبه عبر التسجيل في اللوائح الانتخابية، و أن يظهر بالملموس أن صوته قوة و ذلك عبر التصويت على الحزب الوطني الغيور و الرجل ذو البرنامج التنموي من أجل القطع على المفسدين .