قال مصدر إيراني إن عددا من "المساجد أزالت شعار "الموت لأميركا والموت لإسرائيل" من داخلها، في تطور لافت أطلق العنان للاتهامات والاتهامات المضادة بين عدد من اجنحة النظام على اساس ان هناك من لايزال يفضل إبقاء مظاهر الخلاف مع واشنطن على حالها. وذكر موقع "ديكر بان" المقرب من الحرس الثوري أن "بعض المساجد أزالت شعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل"، معتبرا أن هذه الحالة "أزمة حقيقية يجب أن نواجهها بقوة". وأوضح الموقع أن هناك "بعض التقارير التي تشير إلى حذف شعار الموت لأميركا من المساجد"، مشيرا إلى انتقاد التيار المؤيد والمقرب للمرشد الأعلى علي خامنئي لهذه السياسة، معلنا أنه سيواجه من يروج لدعاية حذف شعار "الموت لأميركا" بقوة. واتهم موقع "ديكر بان" الزعيم الإصلاحي الإيراني هاشمي رفسنجاني، وحمله المسؤولية غير المباشرة بشأن حذف شعار "الموت لأميركا والموت لإسرائيل" في بعض المساجد، قائلاً "في السنوات الأخيرة روج أكبر هاشمي رفسنجاني على موافقة زعيم الثورة الإيرانية الخميني شخصيا على حذف شعار (الموت لأميركا) في إيران". وأشار الى أن "المقربين من خامنئي يكذبون رواية رفسنجاني بشأن موافقة الخميني في السنوات الأخيرة من عمره على حذف الشعار، ويعتبرونها رواية كاذبة خلقت من قبل رفسنجاني حتى يستطيع أن يروج لدعاية الحذف تحت ستار موافقة الخميني وليس فقط نفسه". وانتقد قائد قوات "الباسيج" في الحرس الثوري الإيراني بمنطقة قائنات التابعة لمحافظة خراسان الجنوبية العقيد برات زادة حذف شعار "الموت لأميركا" من داخل بعض المساجد في إيران. ونقلت وكالة أنباء تابعة لقوات "الباسيج" عن العقيد زادة قوله إن "المساجد لم تبنَ فقط لأداء فرائض الصلاة والعبادات الإلهية الأخرى، بل وجدت لتكون مكانا لمواجهة الاستكبار العالمي"، مضيفا أن "النشأة الحقيقية لروح مقاومة الاستكبار، والتضحية، تبدأ من المساجد". وأضاف زادة إن "كل ما نملكه في إيران مرتبط بهذه الشعارات، وبروح المقاومة التي تواجه الاستكبار الإعلامي بقوة وشراسة، وهذا ما تعلمناه من الإمام الحسين في كربلاء". وأكد أنه "يجب الحفاظ والسيطرة على المساجد من قبل المؤسسات التابعة للحرس الثوري الإيراني"، لأن "أفضل القوات التي من الممكن أن يتم استقطابها إلى الحرس الثوري هم من الشباب الذين يتوافدون إلى المساجد"، معتبرا أن "هذا السبب هو الكامن وراء أهمية العمل الجماعي والمنظم للسيطرة على المساجد في عموم إيران". يشار إلى أن خامنئي حذر قبل أيام من النفوذ الأميركي تحت مظلة الاتفاق النووي، قائلا إن "الولاياتالمتحدة تسعى من خلال الاتفاق النووي إلى أن تخترق المجتمع الإيراني وتؤثر على بعض النخب، ولكننا سنقاوم هذه السياسة بقوة". ورأى مراقبون أن التيار الإصلاحي في إيران إلى جانب التيار البراغماتي بزعامة رفسنجاني، يواجهون ضغوطا سياسية وإعلامية كبيرة من قبل الحرس الثوري الإيراني والتيارات المقربة من خامنئي بعد الاتفاق النووي مع مجموعة "5 زائد 1". ويرى التيار الأصولي والمقرب من خامنئي أن الاتفاق النووي سيعزز مكانة الإصلاحيين ومكانة روحاني داخل الشارع الإيراني، في حين سيستغل روحاني هذا التأييد الشعبي لتقليص دور ونفوذ وهيمنة الحرس الثوري والمؤسسات التابعة لخامنئي على مفاصل الدولة والقرار السياسي في إيران.