لم يسطع نجم بديعة الصنهاجي في رمضان الماضي فحسب، بل سطع في رمضان الذي سبقه، حين ظهرت إلى جانب الكوميدي المعروف حسن الفذ في سلسلة كوميدية " الفذ تي في" ، وأثارت بديعة انتباه النقاد و المتتبعين بموهبتها و أدائها الجريء في عالم الكوميديا الذي يكاد يبقى مقتصراً على الرجال. في رمضان الماضي تجددت محبة الناس لها من خلال دور كوميدي في مسلسل "ديما جيران" للمخرج المغربي ادريس الروخ. لكن بديعة تريد أن تمثل كل الأدوار ولا تكتفي فقط بالكوميديا. نبادرها بالسؤال: * من أين لك هذه القدرة على إضحاك الآخرين ؟ هل أنت في الأصل مرحة ؟ - هي أولا موهبة و لعلني ورثتها عن والدتي التي لديها موهبة المرح و الدعابة كثيرا ، وتتعامل مع أمور الحياة بخفة دم ، لكن الدعابة هي أيضا تعبير عن معاناة ، و النكتة أصلا وليدة معاناة إنسانية وتقال للتخفيف عن وطأة الهموم الإنسانية . * ما هي معاناتك؟ - هي معاناة كل إنسان، ليست لي معاناة خاصة بي بل هي مرتبطة بالوجود الإنساني، هي معاناة الإنسان في الأرض في علاقته مع نفسه والآخرين وفي فلسفته الوجودية. الحياة لا تخلو من معاناة .اخترت أن أتعامل مع وجودي بإيجابية، لذلك أنا مرحة و بشوشة ، وأيضا لأتفاعل مع الناس الذين يهربون من الكآبة و الهم بالابتسامة و بالتعامل مع الناس الايجابيين . * هل درست التمثيل ؟ - درسته بعدما أنهيت دراستي الجامعية في الاقتصاد ودخلت سوق العمل، لكن رغبتي في التمثيل كانت أقوى، فالتحقت بالمعهد المسرحي لتكون لدي دراسة ممنهجة و علمية أكثر. كانت رغبتي هي المسرح منذ البداية لكن ظروف خاصة حالت دون إتمام هذه الرغبة. أذكر أنني أرسلت أحد المستخدمين من العمل ليسجلني في المعهد ، لكنه عاد إلي بعد قليل ليبلغني أن صف المسرح مليء، و أنه بإمكاني فقط الالتحاق بصف الموسيقى ، فلم أر نفسي إلا و أنا أمام مدير المعهد الملحن المعروف الحاج يونس الذي كرر على مسامعي نفس الكلام ، لكني احتجيت عليه و صرخت بل و بكيت خوفا من أن تهرب مني الفرصة ، وعبرت بكل إصرار عن رغبتي فما كان إلا أن رق له حالي و أضافني إلى لائحة الطلاب ، شكرته و أنا أمسح دموعي و أعود لعملي بفرحة خاصة . * و متى كان لك أول ظهور امام الكاميرا ؟ - في الحلقة الثالثة من مسلسل " القضية " للمخرج نورالدين لخماري ، وكان دورا جادا لقيت عليه كثيرا من التنويه ، رغم أنه كان ثانويا لكنه دور مميز، ثم تلاه دور في فيلم "نامبر وان" مع المخرجة زكية الطاهري و في 2010 كان لي دور مع حسن الفذ في "الفذ تي في" ، و كان بالنسبة لي دورا مهما في حياتي المهنية. * كان هو الدور الذي أكتشف فيه المغاربة موهبتك الكبيرة ؟ - ليس في حينه لأن توقيت بث المسلسل لم يكن مناسبا (قبيل الفطور) لكنني عرفت أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي و النت ، شاركت في مسلسل "زينة الحياة" كعمل درامي مغربي ضخم ،وكانت تجربة مهمة في حياتي الفنية لأنه أول عمل درامي مغربي طويل يضم 120 حلقة. * كيف تعرفت على حسن الفذ ؟ - أنا من اقترحت عليه أن أخوض تجربة الكوميديا معه، لأنني لاحظت من قبل تعامله مع زملاء في بداياتهم ، و بالفعل اتصل بي وعملنا معا. * البعض يسميك حسن الفد بالمؤنث هل تأثرت بتجربته ؟ - (تجيب صاحكة) كان الأمر مجرد وصلة إعلانية ترددت في إعلان لشركة الاتصالات حيث ينعتني أحد المشاركين بحسن الفذ بالمؤنث ، يشرفني ذلك فالفذ نجم حقيقي ، لكني أتمنى أيضا أن أمنح لنفسي شخصية فنية تشبهني وتعبر عن طاقاتي و إمكانياتي الخاصة . * أين تقف حدودك كممثلة للتعبير عن واقعك و تقديم صورة مجتمعك ، و أقصد هنا جرعة الجرأة؟ - أنا مع الجرأة في طرح القضايا و المواضيع التي تهمنا ، و مع الحرية في المعالجة السينمائية ، لكن شرط توفر الجودة، لست مع العري التجاري بل عليه أن يضفي قيمة أساسية للموضوع لأننا هنا أمام مشهد فني سينمائي ، و إن كنت شخصيا أفضل الإيحاء أكثر . * من الممثلين العرب تأثرت بهم ؟ - دريد لحام و منى واصف و محمد صبحي ،لأنهم ملتزمون بقضايا المسرح الحقيقية و يخاطبون هموم الإنسان العربي عامة. * و رأيك بالدراما السورية ؟ - لعبت دورا كبيرا في مصالحتنا جميعا مع انتمائنا العربي و الأندلسي و الإسلامي. * نحن مقبلون على حكومة جديدة يتزعمها الإسلاميون ، هل أنت خائفة على الفن في ظل التغيير الجديد؟ - أبدا الفن رسالة سامية تعبر عن التغيير و كل التحولات المجتمعية ، وأنا متفائلة ككثير من المغاربة برئيس الحكومة الجديد، لقد تتبعناه جيدا ويبدو شخصا مرحا قادرا على زرع الابتسامة ، وهو ما يعني أنه رجل يقبل الآخر و يحاوره ، و هو أمر يوحي بالأمل .على العموم الأشخاص المرحون إيجابيون. نتمنى ازدهار الفن في عهد بنكيران و منحه الجودة المطلوبة, * و هل مواصفات فارس أحلامك أن يكون مرحا فقط؟ - تضحك و تجيب : أن يكون مسؤولا و شهما و طبعا المرح ضروري ، لن أتقبل رجلا عبوسا نكديا ، الحياة تحتاج للأشخاص الايجابيين. لن أتحمل شخصا يلح على الجدية لاغير. * و ماذا تقولين لمن لا يضحك؟ - أشفق على الناس الذين لا يضحكون ، إنهم بالنسبة لي فاقدي الأمل في الحياة ، الابتسامة لا نخسر فيها شيئا هي لفتة بسيطة قد تعطينا الكثير، فلنبتسم للحياة.