لن نختلف حول التصريح الحواري التي أدلت به الكوميدية بديعة الصنهاجي ل«الاتحاد الاشتراكي» الأربعاء 1 غشت الجاري، ولكن لابد أيضا لمنطق التعديل والتصويب أن يشتغل لينقل ما يتردد في الأوساط المنزلية وعلى كراسي المقاهي الشعبية من لوم أو عتاب جميلين قد يزيد الفنان موضوع الملاحظة والنقد بهارات جديدة وتصبح أعماله أكثر اجتذابا للجمهور الفطن و ليصبح، هو الآخر، أكثر مراسة ودربة وسيطرة على الرغبات المتزايدة للمشاهدين. لكن حينما يغيب الإبداع تغيب معه حلاوة الإمتاع، فيتسلل إليك اليأس والغضب فتجيب بلغة الامتناع... أجل الامتناع عن التصفيق لكل تحول سلبي في حياة الفنان الذي اختار أن يتواصل مع الناس عبر الشاشة الصغيرة و أمنه على توفير فضاء الفرجة لا «الفَرْشَة». لازال متتبعو الشأن الثقافي والفني والغيورون على منتوج القناتين الأولى والثانية، يتساءلون، بل مندهشون، لهذا التحول المفاجئ في أداء الكوميدية الواعدة بديعة الصنهاجي من خلال مشاركتها الباهتة (والتي سبق وأن قالت عنها متطورة لكن لسان الحال أصدق من لسان المقال ) في سلسلة «كلنا جيران» التي تطفيء معها شمعتها الثالثة بالقناة الثانية، بعدما كان عملها في النسخة السابقة لافتا ومتميزا إلى جانب أعمالها الرصينة مع الكوميدي حسن الفد وفرقته، وبعض اللوحات الإشهارية التي صفق لها الجميع، لأنها لم تكن ثقيلة على أنفاس المشاهدين، كما ثقلت في أيام رمضان الجاري، حيث تظهر بديعة الصنهاجي وقد كلفت نفسها حركات جوفاء تفتقد للتناغم والانسجام المطلوبين مع النص الذي يجمع أمهر العارفين بالسينوغرافيا أنه ضرب من الارتجال الرديء شكلا ومضمونا. حضور بديعة الصنهاجي إلى جانب الكوميدي الجزائري عبد القادر السيكتور والمصري حسين إمام بعثر تيمة النص وزج بالكوميديا من خلال عناصرها الهشة والمطموسة في هذا الجزء الذي نتمنى أن يكون الأخير في تاريخ الرداءة الفنية بالتلفزة المغربية. لنتساءل، أيضا، مع هذا المعطى الجديد في استقطاب وجوه خارجية، وعن القيمة المضافة التي تقدمها للدراما المغربية. هل تجيب هذه الاستراتيجية وهذا التاكتيك الفني عن انتظارات الجمهور المغربي الذي يجب أن يعلم الجميع أنه «فايق و عايق» ولا مجال لاستبلاده، وأن التعامل معه يجب أن يكون على قدر كبير من الانتباه والاستباقية حتى نرسم على محياه تلك الابتسامة الغائبة مع هموم الغلاء والكريدي والعيد والدخول المدرسي ووو..واك واك.