في جو مدينة مكناس الحار ارتفعت حمى الانتخابات الجماعية و الجهوية ،و في ظلمات لياليها الحالكة أنيرت أضواء التحركات السياسية، استعدادا لتحضير اللوائح الانتخابية و جل الأحزاب تسابق الزمن للفوز بهذا الشخص، أو ذاك ليرمم و نؤكد على مصطلح “يرمم” في غياب قواعد صلبة تغني الأحزاب السياسية عن تسولها للنخب السياسية مع استثناء بسيط.... يوميات الحياة الكئيبة في مدينة تدعي أن لها أصوات تناضل من أجلها ، كشفت عن عيوبها في السنوات الأخيرة ،في الوقت الذي يموت فيه الفقراء و الكادحون صمتا ، أما الدين يتحدثون بلسانهم من نخب حقوقية و جمعوية و سياسية ، فقد انبطح البعض منها في المقاهي والمطاعم والحانات... ينتج الحديث عن الماضي أكثر من الحاضر. لكي تتولى مهمة، ليس من الضروري أن تكون أهلا لها ولكنْ يجب أن تكون أهلا للشخص الذي سيكون هو قناة وصولك إلى تلك المهمة، فعامل الكفاءة يظل ثانويا، لأن المحدد الطبيعي لتحصيل المنصب أو الوظيفة عالية الكعب هو نظام "الو لاءات". على هذا الأساس يتجلى أن تجديد السياسية يظل رهانا صعبا، في ظل وجود نظام مغلق تتفشى فيه الزبونية وتختلط فيه المناصب السياسية برائحة النفوذ.... إن استقطاب الأعيان والهاجس الانتخابي والحصول على مقاعد كثيرة للدخول إلى المجالس أثر بشكل أو بأخر على وصول نخب شابة لمراكز القرار، واكتفت بلعب دور ثانوي في خدمات "ديناصورات" الأحزاب السياسية المتشبثة بمقعدها أيا كان موقعه، فان ترى حزب يعقد مؤتمره ويتبجح بشعار تجديد النخب وفي الأخير ترى نفس الوجوه القديمة التي أساءت ومازالت تسيئ ... وفي ضل الدستور الحالي ومشاريع القوانين المؤطرة للانتخابات الجماعية والجهوية. هل تملك الأحزاب نخبا محلية وجهوية قادرة على الرقي بالعمل الجماعي؟ أم إنها ستكتفي بمرشحين لا يفقهون شيء إلا التصويت مع السيد الرئيس الوحيد والأوحد؟ في مدينتنا الدخول إلى جماعة النخبة السياسية وسيلة للدخول إلى عالم الاغتناء والكسب السريع و التقرب من السلطة و مزيد من المال و الجاه، وتحسين المستوى المادي والاجتماعي والحصول على امتيازات إنه الطريق إلى الغنيمة . ويحصل ذلك في تغييب متعمد للكفاءات المحلية من الشباب المؤهل و وإقصاء للنخبة المثقفة والخاسر الأول هو المدينة والمجتمع. أرجوكم نريد أن نوقف وبأقصى سرعة إعادة توظيف نخب الطيش والانفلات من أي حس أو مسؤولية ، وإياكم ثم إياكم أن يضيع هذا الصوت التحذيري في جوف الزحام، أنا لا أعرف أي عقم سياسي يدفعنا لمعاودة توظيف نخب كانت وما زالت السبب الأول في شقاء المواطن..!! لهذا من غير الممكن استمرارية العقول القديمة المتمثلة بإعادة توظيف نفس النخب، لأن الزمن تغير والمعطيات تغيرت، ولا بد أن تتغير بيئة العمل ضمن خطوات جريئة ومحسوبة.