أثير جدل كبير حول المسألة ، هل هي قضية أتخدت فيها جميع ميكانزمات وشروط المحاكمة العادلة ، هل هي قضية سياسية مقصودة تستهدف التضييق على البعد النضالي لفصيل بعينه ، هل حقا الطلبة مظلومين أو جناة .... في ظل هذه المزايدات والردود والردود المضادة ، أقول ومن منطلق وزاوية واقعية أن الطالب ( كيف ما كان توجهه الأيديولوجي ) حينما ينساق نحو العنف والإقتتال وحمل السلاح الأبيض يفقد مكانته الرمزية والثقافية بالمجتمع ، ليصبح مجرما أكثر إجرامية من الإنسان العادي،،، فالطالب ، نظريا ، يعتبر أيقونة مجتمعية وجزء من النخبة المثقفة ، وبالتالي يشكل ويعقد عليه أمل التغيير السلمي في المستقبل. مما يفرض على هذا الطالب عبئ ومسؤولية مجتمعية كبيرة جدا ، تجعله يراقب كل صغيرة وكبيرة في سلوكياته ، العادية ، بإعتباره قدوة للأجيال الصاعدة. فما بالك النزوع إلى العنف. للأسف هناك مجرمين تحت لواء المنظومة الطلابية ، ولا علاقة لهم بجوهر ولا البعد الفلسفي السامي للعلم أو النضالي الأخلاقي ، فكيف يسمح شخص متعلم لنفسه بإدخال الأسلحة البيضاء والهروات للجامعة كمكان مقدس من المفروض أن يصان فيه الحد الأدنى من الحريات وهي الحق في الإختلاف. ففي الموسم الدراسي 2009-2010 ، بجامعة ابن طفيل القنيطرة ، وقعت أحداث دموية ، بالسيوف والسكاكين من الحجم الكبير ، بين التيار الراديكالي اليساري والتيار الإخونجي الإسلامي ، ليتحول الفضاء الجامعي لسوق أو مرتع لقطاع الطرق والمجرمين تعالت فيه الكلمات النابية والصراخ الشعبوي. إذن من هذا المنطلق نطرح التساؤل التالي ، من هو الطالب ؟ وماهية النضال ؟ هل الطالب هو ذاك الشخص الذي تمارس عليه بروباغاندا الأيديولوجيات من دون وعي ، ليجد نفسه مسلوب الفكر ينظم للحلقيات لهذا التيار أو ذاك ويردد نفس الخطابات كل عام ومن منطلق سياسوي أجنداتي عوض النقابي المطلبي ؟ وبالتالي هل النضال هو التشبع بمجموعة من الديماغوجيات وتصريفها في حالة غضب وهيجان على شاكلة عنف رمزي ومادي تجاه الاخر المخالف أيديولوجيا ؟ لكن وللأمانة التاريخية ، تبني فكر فصيل من الفصائل داخل الجماعة ، حق مشروع وقيمة مضافة للطالب ، شريطة إستحضار المنطق والبعد التحليلي حتى تتحقق الإستقلالية التفكيرية و لا يتحول النضال من وسيلة تقدم لوسيلة تقهقر وتعنيف. خلاصة القول طلبة ظهر المهراز ، إن كانوا مذنبين حقا ، يستحقون حقا الأحكام المنطوقة تجاههم فالمجرم مجرم ولا فرق بين طالب وغير طالب. فجريمة القتل لديها اثار سلبية للغاية على المجتمع وأسرة الضحية.
فحتى لو حوكم طلبة فاس ب 1000 سنة فذلك لن يعوض عذاب الفراق لأم وأب مكلومين.
والعنف بالجامعة أساسه فكري ثقافي ، فغياب الوعي يخلط الأمور على الطالب ليجد نفسه مذنبا إما برشق رجال الأمن بالحجارة ، في سلوك غير حضاري ، أو متهم بالقتل أو بالشروع في القتل كدرجة أدنى من القتل.