كلمة ليست كباقي الكلمات,وقيمة اخلاقية من افضل القيم والسمات,نجني منها الخيرات والبركات والحسنات,في الحياة الدنيا وكذلك بعد الممات.,كذلك امرنا به رب العزة والجلال ,باسط الارض و رافع السماوات سامع الصوت وسابق الفوت وما من امر الا باذنه كان ويكون ,ما مضى منه وما فات, وكل تقدير دبره لحكمة لا يعلمها الا هو يقول له كن فترا ه باللب قبل العين ات ,كذلك جعلها ايات تلو الايات,تفوق كل التوقعات .لاتملك حينها الا ان تسجد للخا لق مسبحا ايمانا واحتساباوخشوعا وتضرعا,حمدا وثناءا واجلالا لعظيم البينات.,كذلك جعل الله الصبر اجل العملات ,وطريقا لمراجعة النفس وحبسها عن الزلات ,اولافراطها في الشهوات والملذات , لربما تفريطها غير مبالية في ما اقترفته من منكرات في غفلة منها عمياء غير مستبصرة طريقا للنجاة من كل الافات..فما احوجنا اليها من عملة ,وقيمة سلوكية في تعاملاتنا اليوميةحيث تنجينا من كل ضعف اووهن ,اوزيغ اومنكر ,اوانكسار او فهر.,بلسم هي للروح ودواء للنفس وشفاء,وعدة المسلم حين نزول البلاء ,وزاد المؤمن حين وقوع الابتلاء وبه يانس رفيق الاقوياء النبلاء .,وهذا رسول ا لرحمةللعالمين ,المصطفى محمد النبي الامين يقول(عجبا لامرالمؤمن ان امره كله خير ان اصا بته سراء شكر فكان خيرا له ,وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد غير المؤمن)رواه مسلم.اجل انه ا لصبر هو اطمئنان واستقرار وتباث للقلب على الفضيلة الارقى,ونهج العروة الوثقى,وزرع للمحبة والالفةوالثقة والاخلاق الارقى بين الناس والاصدقاء والاحباب دون ان نمل اونضجرمن الحياة اونشقى.,وصدق من قال (الصبر جواد لا يكبو ,وصارم لاينبو ,وجند لا يهزم ,وحصن لا يهدم ,فالنصر معه ,والفرج نها يته ومحله من الظفر كمحل الراس من الجسد). فما احوج المسلم المؤمن الى هذه النعمة الربانية والطاقة النورانية اليوم اكثر من اي وقت مضى , نظرا لما يعج به هذاالعصر من تغييرات ومستجدات واحداث,وكثرة مشاكل وفتن واضطرابات ,وخلافات واختلافات, ونزاعات وصراعات واصطدامات فلولاه-الصبرالصبر-لعاش الواحد منا بائسا قنوطا راغبا الموت دونها الحياة ,لعدم قدرته تحمل هذه الوقائع او تلك الاحداث, وهذه المصائب اوتلك النكبات .,وصدق الله رب العالمين جل جلاله حيث يقول (يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين).,وقال عز وجل ايضا ( يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ).,ونظرا لما يكتنزه الصبرمن عظيم الشيم واحسن المبادئ وفضيل القيم فقد احب الله الصابرين بدليل قوله في كتابه المبين ( والله يحب الصابرين). فماهو الصبر اذن لغة واصطلاحا ؟ما انواعه؟وما الحكمة منه؟ -الصبر لغة نقيض الجزع,صبر ,يصبر,صبرافهو صابر,وصبار,وصبوروالانثى صبور وايضابغير هاءوجمعها صبر (بضم الباء )واصل الصبر الحبس وكل من حبس شيئا فقد صبره,والصبر حبس النفس عن الجزع . ومعنى الصبر اصطلاحا الصبر هو حبس النفس عن محارم الله ,وحبسها عن السخط,والشكاية لاقداره.وقيل الصبر حبس النفس عن ما يقتضيه العقل والشرع ,اوعما يقتضيان حبسها عنه. فالصبر اذن هو حبس النفس وقهرها عن لذيذ تفارقه ,اومكروه تتحمله ,ومن هنا القول المشهورللشاعر (الصبر كالصبر (بكسر الصاد)مرمذاقته لكن عواقبه احلى من العسل .,وقوله ايضا(اصبر على ما ياتي الزمان به صبر الحسام الذارع البطل)اجل هو مر على النفس ,لانه ضد هواها ,والانسان ليس من طبيعته صبورا .,وصدق الله العظيم حيث يقول (خلق من عجل), حيث يريد الانسان غالباان لم نقل دائما وابدا ان يطيب له العيش بما تهواه النفس وتستلذه.,وكانه طفل صغير لا يعرف ما يضره ولا ما ينفعه كالذي لا يصبر عن المعصية مثلا من تدخين او تعاط للمخدرات او غيرهما من المحرمات الهالكة لانسانية الانسان , والمهدرة لكرامته ومنزلته كاكرم المخلوقات التي ميزها الخالق عز وجل عن باقي المخلوقات, فكرمها واكرمها باقدس ما في الوجود الا وهو العقل ليميز الصالح من الطالح , وطيب الامور من خبيثها .,وحتى لا يزيغ او يطغى,فيسقط ويهوى في المحرمات .,الا ان اصعب من ذلك نجد الصبر على طاعة الخالق بما امر .وتجنب ما نهى عنه كلية جملة وتفصيلا فيصبر عن كل ذلك صبرا جميلا طاعة لله وحبا فيه.,وامتثالا وعملا بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام واقتداءا, حيث مدحه رب الخلق اجمعين ,والحق المطلق,بقوله(وانك لعلى خلق عظيم)بمعنى اوضح ان الصابر الممثتل لاوامر الله والمقتدي بسنة النبي الامين يجاهد ويعصي نفسه ,ليطيع رب العباد .,ويكفيه فخرا وكرامة ان بشره الله بقوله( ان الله مع الصابرين ) .,والمعية المذكورة هنا في هذه الاية هي معية النصرة والحفظ والتاييد ,بل جمع الله للصابرين ثلاتة امور لم تجمع لغيرهم "المغفرة ,والرحمة,والرشد الى الصواب"حيث قال جل جلاله(اولئك عليهم صلوات من ربهم ,ورحمة واولئك هم المهتدون). ولكن ونحن نقرا هذه الايات البينات من الذكرالحكيم , ونتبين معانيها ايضا من سنة النبي الصادق الامين .,هلا سال كل واحد منانفسه عن هذه النعمة الربانية ,وجدوى التسلح بها عند البلاء ؟,وهل روض نفسه على ممارستها في السراء والضراء,ناهجا منهج العروة الوثقى .,ناهلا راويا عطشه من منبع سير الرسل والانبياء؟., وهلا تنافس المؤمنون الصابرون في ثقواهم ,كما تنافس الاخرون في اتباع ملذات الهوى,والنفس الزائلةالنكباء؟,لما لا نستحضره دائما عند الابتلاء كعملة رابحة ,ومعاملة فالحة صالحة ترتقي بصاحبها الى مراتب النقاء و الصفاء ثم الارتقاء ؟., بل لما لا نستحضره واقعا معينا وغوثا وغيتا يسقي النفس القاحلة ,الجاحدة الجرداء فيطهرها,وينور طريقها الى الصراط المستقيم بدل الغضب والسخط,او التهور والطيش والظلمة العمياء ؟ فالغضب من الشيطان ,والشيطان من النار, والنار لا يطفئها الا الماء .,لما لا نتوضا حينها ونصلي ثم نبتهل حامدين شاكرين ,راضين مكثرين لرب العطايا الحمد و الثناء؟.,فما الحياة الدنيا الا دار امتحان وفناء,لاخرى لاحقة هي الحقيقة الاسمى بل هي دار البقاء. فالصبر الصبر اذن انه ضياء ,وانه ما اعطي احد عطاء خيرا, اوسع من الصبر ,فهو حكمة الحكماء لذلك وغيره يعتبر الصبر فضيلة من اسمى الفضائل الانسانية ,بل هو مقياس صادق لحسن النية وتباث ايمان العبد وقوة صلته بالله عز وجل بتحليه بهذه النعمة الحكمة (ومن اوتي الحكمة فقد اوتي فضلا عظيما)ولا ادل على ذلك من ورود هذه الكلمة النعمة الرحمة الحكمة, سبعين مرة في كتابه المبين ,كسلوك قويم علينا نهجه بشكل سليم في حياتنا الدنيا, علنا نفوز برضى الله وبالنعيم في الدارين ,وبالفوز العظيم والاجر العميم,بمشيئة الله واذنه الكريم. واذا ما تساءلنا عن انواع الصبر وجدناها تلاثة انواع -1الصبر على الطاعة . -2الصبرعلى المعصية. -3الصبر على اقدار الله تعالى. اما الاول كالصبر على اداء الفرائض ,حيث نجد الله جل جلاله قد قرن الصبر بالصلاة في قوله (واستعينوا بالصبر والصلاة ).وقوله جل وعلا (وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها)كما قرن الصبر بالحق في قوله سبحانه وتعالى (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). اما الثاني المقصود منه الصبر على ما حرم الله علينا اي ان نكف انفسنا عن الحرام امتثالا وتنفيذا لامر الله تبارك عز وجل .,فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال (الصبر صبران صبر عند المصيبة حسن ,واحسن منه الصبر عن محارم الله .).,وعن سعيد بن جبير قال (الصبر اعتراف العبد لله بما اصيب فيه ,واحتسابه عند الله ورجاء توابه,وقد يجزع الرجل وهو يتجلد لا يرى منه الا الصبر .,واعظم من ذلك كله قوله عز وجل في كتابه المبين (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابنهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ,اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون)صدق الله العظيم وهذا هو النوع الثالث.,حيث الصبر عند المصاب والابتلاء دون ادنى سخط او غضب,عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة ,انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب), حيث يغالب فيغلب ويتغلب على نفسه قبل ان تهوي به في بئر لا قعر لها من المعاصي والذنوب ,والضعف والهوان,والذل والخسران. ام اذا ما حاولنا توضيح الحكمة من الصبر فنجد الئ الكثر ونذكر منه على سبيل المثال لا الحصر -تحقيق العبودية لله تعالى.,(واذا اصابته فتنة انقلب على وجهه ,خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين)-الابتلاء اعداد للمؤمنين للتمكين في الارض .,فقد قيل للامام الشافعي رحمه الله ( ايهما افضل الصبر او المحنة او التمكين ؟فقال التمكين درجة الانبياء,ولا يكون التمكين الا بعد المحنة , فاذا امتحن صبر,واذاصبر مكن) -كفارة الذنوب,-حصول الاجر-تقويم عيوب النفس واصلاحها ,وتقويتها باليمان والتوكل على الله وحده دون سواه ,حيث يدرك الواحد منا حقيقة ضعفه وعجزه وفقره واحتياجه - دائما وابدا - لرحمة الله وعفوه ,ولجوده وكرمه موحدا مرددا مدركا عن يقين ان الله هو القوي العزيز لاالاه الا ه الاهو الملك الحق المبين فاطر السماوات والارض رب العالمين اجمعين.,-اظهار حقائق الناس ومعادنهم ,فنميز بين الاصدقاء الحقيقيين واصدقاء المصلحة المزيفين.,ورحم الله الامام الشافعي حيث قال جزى الله الشدائد كل خير.........ابانت لي صديقي من عدوي. ا اعلمه الرماية كل يوم ............فلما اشتد عوده رماني كل هذت وغيره كثير وما هو الا رحمة ورافة من الله العلي العليم بعباده ,ووسيلة لهم الى النصر على النفس الامارة بالسوء حتى ترتدع عن ما حرم الله وتثابر على عمل الخير والبر ,وما يقرب الى لله عز وجل .,وصدق الله حيث يقول مبشرا الصابرين(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقاموا الصلاة ,وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ,ويدراون بالحسنة السيئة .,اولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ,سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)صدق الله العظيم