دكار / 16 يوليوز 2015 /ومع/ أضحت إفريقيا، اليوم، حاضرة في قلب السياسة الخارجية للمغرب، كما يشهد على ذلك الانخراط الواضح للمملكة في الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة للقارة، والانفتاح المتزايد للمقاولات الوطنية على السوق الافريقية. ويعد هذا المعطى ثمرة للديبلوماسية الملكية المتبصرة والتي تستشرف آفاق المستقبل. وبتزامن مع الاحتفال بعيد العرش المجيد، حري عن التذكير استحضار البعد الافريقي للسياسة الخارجية للمغرب، التي وضع أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يمهد الطريق لآفاق جديدة لشراكة خلاقة ومبتكرة تهدف بالأساس إلى إرساء أسس تعاون واعد، دائم ومستمر، مثمر لجميع الأطراف، وكفيل بخلق دينامية على مستوى المبادلات المربحة، ويفتح الباب على مصراعيه لتحقيق تنمية شمولية وتضامنية. واحتراما منه لالتزاماته تجاه بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الشقيقة والصديقة، فقد أحيى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في ماي الماضي، تقليدا أصبح عادة سنوية حميدة، بعد قيامه بجولة إفريقية جديدة، زار خلالها جلالته كلا من السينغال وغينيا بيساو وكوت ديفوار والغابون. وإلى جانب نجاحها على مختلف الأبعاد والمستويات السياسية والاقتصادية، فقد شكلت الجولة مناسبة للاعتراف والإقرار بأهمية ونجاعة الرؤية الملكية الرامية إلى توفير مستقبل مشترك قائم على أساس شراكة تروم تحقيق التنمية المستدامة في هذه الربوع العزيزة على المغاربة جميعا. وللإشارة فقط شكلت الجولة الافريقية الأخيرة لجلالة الملك، بكل تأكيد ، حدثا كبيرا من خلال بعدها الاقتصادي الذي يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وذلك عبر سلسلة من المشاريع والمبادرات الهامة والضخمة التي أطلقها جلالة الملك بهذه المناسبة. والأكيد أن إفريقيا اليوم، التي قررت القطع مع الماضي، قد انخرطت إلى جانب المغرب، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، في ورش بناء المستقبل الزاهر والواعد. فقد التزم المغرب قلبا وقالبا بالعمل إلى جانب البلدان الافريقية الشقيقة والصديقة وتمكينها من خبرته وتجربته وجاهزية قطاعه الخاص، من أجل بناء شراكات ومشاريع مشتركة في إطار التعاون جنوب - جنوب. وقد مكنت هذه المقاربة الخلاقة والمبتكرة، المغرب من تعزيز شراكته الاستثنائية وتوسيع مجالات وآفاق تعاونه متعدد القطاعات مع عدد من البلدان الإفريقية الصديقة والشقيقة، وذلك في إطار تضامن إفريقي فعال ومتبادل.