حينما ضربت العالم لوثة الإرهاب التي اجتاحته كاجتياح الوباء من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وكادت تلف الكوكب الأرضي لفا ، واتخذت لنفسها أسماء شتى كلها باسم الدين الإسلامي مع الأسف- جهاد نصرة لواء الإسلام منظمة كذا، تنظيم كذا،إلى حين أن ظهر في الأخير تنظيمان قويان مسلحان بعتاد وسلاح يحار المرء في تحديد الجهة الداعمة والممولة لهما ( الدولة الإسلامية داعش في الشرق الإسلامي ، وبوكو حرام في الغرب الإسلامي ) وتزعزع الاستقرار في هاته البلدان، وسالت دماء وأزهقت أرواح وكان ما كان . وحاولت الفتنة أن تطل بقرونها في بلد المغرب الحبيب ، غير أن ألطاف الله كسرت هذه القرون في جحورها وقتلت الأفاعي بسمومها . وحين انجى الله المغرب من تلك الضربات والصعقات خصوصا من بوكو حرام التي كانت منه قاب قوسين أو أدنى، ظهرت حركة إرهابية غريبة لا تعتمد السلاح الناري والمفرقعات، ولكنها تعتمد سلاح المكر والتشكيك وزعزعة الاستقرار العقدي والأخلاقي والقيمي في أفق زعزعة الاستقرار السياسي دون شك لا قدر الله تلكم هي منظمة ( بوكو حرام ية ) ولكون الحركات الإرهابية تغلب عليها السطحية والبلادة، فسرعان ما تموت في مهدها ويتألب عليها العالم كله ويرفضها القريب قبل البعيد ، لكونها هذا حالها. فان حركة ( بوكو حرام... ية ) المغربية استفادت من تجارب من سبقها وقرأت جيدا دورس النصر وعوامل الانهزام، فغيرت أساليب القتل وأشكال الإبادة ووسائل الإجهاز، فداعش المشرقية وبوكو حرام الإفريقية، قتلتا الأجساد وأزهقتا الأرواح ويتمتا الأطفال وأعدمت رجالا وهامات، ورملتا النساء وهجرتا الشباب، وقطعتا الطرقات واستولتا على الأقوات بأساليب كلها بلادة يرفضها الضمير والقانون والأخلاق والأعراف. لكن أسالب (بوكو حرام.. ية ) المغربية الماكرة الذكية انتهجت نهجا ماكرا، هو إلى أساليب الجان اقرب منه أساليب الإنسان. عمدت إلى قتل الإنسان جنينا وهو بطن أمه عن طريق الإجهاض قبل أن يشم نسيم الحياة. عمدت إلى قتل الإنسان بقتل ضميره وكرامته ومروءته عن طريق تسخيره وتفقيره وإلهائه عمدت إلى قتل الأطفال بتنشئتهم ببرامج إعلامية وحتى تعليمية تصنعهم كالدمى والكراكيز متعبون في الحاضر عاقون ومارقون في المستقبل القريب والبعيد، يمثلون طاحونات او ( مكينات ) للاستهلاك . وعمدت إلى المرأة فرملتها من خلق الحياء والعفة رغم تزاوجها مع رجل أملس ناعم يمثل بنعومته الوجه الآخر للانوثه ولا يفترق مع المرأة إلا في الحروف. عمدت إلى الشباب فهجرته إلى التيه والضياع والمصير المجهول عبر المباريات الكروية إلى حد التخمة والثمالة ، السهرات و المهرجانات و السجون و الهجرة السرية و الخمر والمخدرات . عمدت إلى الفتيات فجعلت منهن أمهات عازبات عشيقات، للأزياء عارضات لوحات للإثارة والإشهار. وعمدت إلى رجال ذوي هامات فاغتالت عقولهم وأخرست ألسنتهم وكممت أفواههم وترصدت حركاتهم وسكناتهم وشككت في مصداقيتهم وسلوكاتهم . وعمدت إلى قطع طرق الرزق وضيقتها وعجزتها وأتعبت سالكيها بقوانين وتعقيدات هي إلى التفقير اقرب منها إلى الرخاء والتيسير. ولا يقولن لي قائل: إن هذه الأوصاف والتمظهرات هي نتيجة صيرورة اجتماعية أو حتمية تاريخية، وإنما هو مخطط مدروس رهيب يهندسه أصحابه وهم أبناء جلدتنا وينتمون سفاحا إلى وطننا يهندسونه وراء البحار برعاية أساتذتهم ، ليرجعوا بعد الهندسة إلى الوطن ليدخلوا في مخططاتهم من شاء ومن أبى، عبر عدة بوابات وبواسطة عدة أساليب. ولهذه المخططات أشكال، منها الظاهر ومنها الباطن، ومنها ما يحمل ألف علامات الاستفهام.؟؟؟؟ وإلا فما معنى وجود القناة الثانية في بلاد دينه الإسلام تنقل إلى الناس الرقص الفاحش وهز المؤخرات؟؟؟؟ ما معنى النداء بتقنين الإجهاض وتعطيل الأحكام الرادعة للزناة؟؟؟ ما معنى السماح بوجود لوبيات تنتج أفلام الدعارة الصريحة تحت عين وسمع من يهمه الأمر؟؟؟؟ ما معنى التطاول على ثوابت الدين والنداء بإلغائها على رؤوس الأشهاد؟؟؟؟ ما معنى نداءات حماية العهر والوقاحة المتمثلة في حركة ( صايتي حريتي ) وفي ظهور المخنثين المثليين اللواطيين؟؟؟؟ ما معنى تنظيم المهرجانات السافلة الوقحة الداعرة وحمايتها ورعايتها ودعمها؟؟؟ أخيرا: ألسنا أمام (بوكو حرام ية مغربية) علمانية صهيونية، استفادت من الخيانة والعمالة والجبن. أليست بوكو حرام السوداء وبوكو حرام البيضاء وجهان لظاهرة اسمها الإرهاب، وان اختلفت الأساليب والألوان؟؟؟؟؟ لهذا وجب التصدي للثانية كما كان التصدي للاولى ،والا فسيصيبنا مااصاب تلك الديار من دمار،وتلك سنة الاقدار وبطش العزيز الجبار.