دأبت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تفعيل برامج مندمجة تتمحور حول تعزيز القدرات الذاتية للساكنة المستهدفة في افق القيام باندماجها السوسيو- مهني. وبالنظر للدور الحاسم للتكوين المؤهل في بلوغ أهداف الإدماج السوسيو- مهني للشباب خاصة، وتكوين كفاءات خاصة لمزاولة مهنة معينة، باعتبار ذلك مدخلا لتكملة المجهودات التربوية الضرورية للإدماج الاجتماعي، قامت المؤسسة بإحداث العديد من مراكز التكوين المهني وإدماج الشباب بهدف السهر على تفتح الأشخاص المستهدفين واندماجهم الاجتماعي عبر خلق أنشطة ثقافية واجتماعية تشجع على التحلي بروح المسؤولية والالتزام الطوعي للشباب، لاسيما في العمل الجمعوي. وفي هذا الصدد يندرج مركز التكوين المهني وإدماج الشباب ، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم السبت على تدشينه بسلا ،كأداة ضرورية لتفعيل الممارسات الناجعة للعمل الاجتماعي. ويعكس إشراف جلالة الملك على تدشين ووضع الحجر الأساس لبناء هذا النوع من المراكز في مختلف جهات المملكة، حرص جلالته الأكيد على التتبع الميداني للمبادرات الرامية إلى النهوض بأوضاع فئة الشباب وتفادي هدر طاقاتهم، بما يمكن من خلق جيل متوازن مندمج في محيطه فاعل في بلده حريص على تقديم إسهامه في مسار التنمية. كما يعكس هذا الإشراف تجسيدا بليغا لمضامين الخطاب السامي الذي وجهه جلالته للأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في غشت 2012 ، والذي أكد فيه جلالته أن "شبابنا يتطلع إلى إيجاد الظروف المثلى التي تساعده على تحقيق الذات وتحمل المسؤولية، ويحذوه الطموح المشروع إلى تحقيق اندماج أفضل على الصعيدين الاجتماعي والمهني، ولاسيما عبر خلق آفاق أوسع لفرص الشغل". وضمن نفس المقاربة التضامنية الناجعة لتنمية القدرات الذاتية للشباب ، يأتي وضع جلالة الملك بالمناسبة الحجر الأساس لإنجاز فضاء تجاري مخصص للمقاولات الصغرى التضامنية بهدف تنمية قطاع المقاولات الصغرى ودعم حاملي المشاريع، وتشجيع تسويق منتوجات المقاولات الصغرى. ويروم هذا الفضاء النهوض بالتشغيل الذاتي للشباب ومحاربة الفقر والبطالة لدى هذه الفئة من المجتمع. ويعكس هذان المشروعان المقاربة التي طورتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ إحداثها، والقائمة على ركيزتين أساسيتين ومتكاملتين هما دعم ولوج الشباب من حاملي المشاريع للقروض الصغرى وإحداث المقاولات الصغرى التضامنية، والإدماج عبر التكوين، وذلك بهدف تعزيز وتنمية القدرات الذاتية للفئات المستهدفة وضمان اندماجها السوسيو- مهني. وقد اتخذت أعمال المؤسسة، في مجال التكوين، ثلاثة أشكال، الأول برامج لفائدة الفاعلين الاجتماعيين والمستفيدين من أعمال المؤسسة، لتمكينهم من توضيح الرؤية وتحسين جودة أدوات التدبير فضلا عن تيسير اكتساب المهارات الضرورية بالنسبة للمستفيدين، حتى يتمكنوا من بلوغ أهدافهم، وهو ما تجسد من خلال تطوير برامج قطب التكوين والهندسة الاجتماعية للمؤسسة، وانفتاحه تدريجيا على الصعيدين الوطني والدولي. اما الشكل الثاني فيهم شرائح من الساكنة التي أغفلتها البرامج التقليدية، كما هو الشأن بالنسبة للشبان المعاقين الذين بادرت المؤسسة بتعبئة برنامج لفائدتهم، يتضمن إنجاز مراكز توفر تكوينا تم تصميمه على أساس الاستجابة لمتطلبات مختلف أنواع الإعاقة، مع مراعاة إمكانيات ولوج عالم الشغل. يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبير شؤون تلك المراكز. ويتعلق الشكل الثالث بالمقاربة الجديدة لإدماج المعوزين في الحياة المهنية ، وخصوصا منهم الشباب، وتهدف هذه المقاربة إلى توفير تكوين مؤهل للشباب، فضلا عن الاستفادة من التدابير المواكبة، بغية إيقاظ روح المبادرة لديهم، وتشجيعهم على خلق وحدات إنتاجية شخصية. تتضمن التدابير المواكبة، المساعدة على تخطøي مراحل إرساء الوحدات الانتاجية، وتوفير أدوات التدبير والتسويق، وكذا الدعم التقني والمالي بمساعدة المهنيين.