أجمع المشاركون في ندوة دولية حول موضوع "دور أهل التصوف في حماية المجتمعات من التطرف"، نظمت يومي 10 و11 يونيو الجاري باقليم أزيلال، على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة المغربية في نشر الإسلام السمح والوسطي. وأبرزوا في هذه الندوة، المنظمة بمناسبة الذكرى ال45 لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، أن التجربة المغربية في مجال مكافحة التطرف تعد تجربة فريدة من نوعها، حيث استطاعت المملكة المحافظة على تماسكها الاجتماعي والديني والسياسي من خلال تشبثها بلبنات أساسية، تتمثل على الخصوص في إمارة المؤمنين. وفي هذا الصدد، أعرب ممثل الطريقة المريدية بالسينغال الشيخ عبد الرحمن سام بوسو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن تقديره الكبير للدور الذي تضطلع به المملكة المغربية في نشر الاسلام السمح والوسطي وفي نشر الأصول الاسلامية التي تحافظ على الأمن والاستقرار وتمكن المواطنين من أداء عباداتهم والتقرب الى الله دون الوقوع في التطرف. وأبرز الشيخ سام بوسو، الذي شارك في هذه الندوة بورقة حول موضوع "الطرق الصوفية في السينغال ومواجهتها للتطرف"، أن المجتمعات إذا لم تكن قادرة على توفير أمنها الفكري تبقى دوما عرضة للمخاطر، باعتبار أن الأمن الفكري يشكل أساس استقرار المجتمعات. وأشار الى أن الطرق الصوفية والزوايا بإمكانها المساهمة في الحد من وقوع الشباب فريسة لدعاة التطرف من خلال نشر العلم والوسطية والتسامح وقبول الاختلاف، فضلا عن مساهمتها في المجالات التنموية لمحاربة الفقر الذي يعتمد عليها دعاة التطرف لاستقطاب ضحاياهم. ودعا، في هذا السياق، الى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى الشباب حول التدين والعقيدة، وتحفيز الاستثمار في مجال التربية، خاصة التربية الروحية، علاوة على تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي لمواجهة ظاهرة التطرف، باعتبار أن هذه الظاهرة أصبحت قضية عابرة للحدود. ومن جهته، أوضح الدكتور هاشم أحمد الطيب الفاتح قريب الله أستاذ بجامعة أم درمان بالسودان، في تصريح مماثل، أن التطرف يعتبر من أهم القضايا في الظرفية الراهنة لأنه يهدد السلم الاجتماعي للمجتمعات في كل أنحاء العالم. وأشار الى أن الغلو والتشدد ينتج عنه سوء فهم مقاصد الدين، مما يستدعي من الطرق الصوفية العمل على تفعيل خطابها حتى تتمكن من رفع درجة الوعي بهذه القضية وإزالة الإشكالات المترتبة عن سوء الفهم للنصوص الدينية.