طور باحثون روبوتا ذكيا قادرا على تجاوز “إصاباته” بمفرده والاستمرار في أداء الوظائف المنوطة به، على ما أظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة “نيتشر”. وأوضح جان باتيست موريه من جامعة بيار وماري كوري في باريس والمشارك في إعداد الدراسة لوكالة فرانس برس أنه “عند تصميمنا للبرمجية، تصورنا روبوتات قادرة على العيش في بيئة معادية كما الحال في الكوارث النووية على شاكلة فوكوشيما، ففي حال أرسلنا روبوتات، يجب أن تتمكن من الصمود في مهمتها حتى لو أصيبت بكسور ويجب ألا تتوقف عن العمل في وسط المفاعل” النووي.
ويعرف عن البشر والحيوانات القدرة على التأقلم سريعا مع الإصابات، فبإمكان كلاب جريحة التقاط صحون “فريزبي” حتى مع 3 قوائم مكسورة. كما أن رجلا بركبة متضررة قادر على التغلب على إصابته والاستمرار في المشي.
لكن الروبوتات التي أصبحت ضرورية في أوساط بعيدة أو قاسية كالفضاء وأعماق المحيطات والمناطق المنكوبة لا تزال تعاني هشاشة في مثل هذه الأوساط. واستلهم باحثون من الحيوانات ليطوروا برمجيات قادرة على تحليل مختلف الاحتمالات الممكنة للإبقاء على وضعية طبيعية في العمل رغم حصول تدهور معين. كما سعوا إلى إرشاد هذه الروبوتات إلى حلول بديلة عبر جعلها أكثر صلابة واستقلالية وفعالية.
وأشار باحثون إلى أنه “من المدهش رؤية روبوت مصاب وأعرج يعمل بفعالية بعد دقيقتين على الإصابة”.
ولفت موريه إلى أنه “على إثر حصول زلزال، نريد التمكن من إرسال روبوتات لكن عمال الإنقاذ لا يرغبون كثيرا في إغاثة روبوتات مكسورة عليهم التركيز على الجرحى”.
وأوضح جف كلون من جامعة وايومينغ والمشارك أيضا في إعداد الدراسة، أن “هذا الاكتشاف يجعل من المربح إيجاد مساعدين شخصيين آليين قادرين على العمل حتى في حال تحطم أي من قطعها”.