" بويا عمر " او غيره من الأضرحة التي لازالت صادمة في وجه التاريخ ، شكلت في ما مضى من السنوات محط استياء، و موضوع استنكار فعاليات عديدة بالمغرب نادت بضرورة القطع مع هذه الخرافات التي جعلت من المغرب فضاء مرتبط بالشعودة و الدجل ، و ظل التخلص من هذا الموروث القديم عبئ كبير ، تتحمل مسؤوليته الدولة التي ظلت مطالبة بضرورة التخلص منها ، في هذا السياق أوردت جريدة " أخبار اليوم " في عددها ليوم أمس ان السيد الحسين الوردي، وزير الصحة، يعتزم خلال الأيام المقبلة، إخلاء ضريح "بويا عمر"، الذي يأوي حوالي 800 شخصا بينهم مرضى نفسيون في ظروف صعبة ، و قد رصدت وزارة الوردي لذيك خطة لإغلاق تدريجي لهذا الضريح الذي أثار جدلا كبيرا خلال السنوات الماضية. وكشف الوردي، من خلال حوار له مع ذات الجريدة ، أن إخلاء الضريح، يتطلب حوالي ثلاث أو أربع أسابيع، مضيفا أن وزارته نسقت مع السلطات المحلية بمدينة قلعة السراغنة، وستتم تعبئة عدة سيارات إسعاف من أجل هذا الغرض. وحول مصير الضريح،فقد أكد السيد الوزير، أن " الضريح سيبقى مفتوحا، أما ما سيتم إغلاقه فهي الأماكن المجاورة له، والتي يتم فيها إيواء المرضى" ، على أن يتم نقل نزلاء بويا عمر، إلى مستشفيات متعددة عبر التراب الوطني ليكونوا قرب أماكن سكناهم، وذلك من أجل التكفل بعلاجهم ، بعد إخبار أسرهم من أجل إشراكهم في هاته العملية، علما بأن 24 في المائة من هؤلاء النزلاء تخلت عنهم أسرهم. تبقى الإشارة فقط إلى ان وزارة الصحة، قد قدمت منتصف أبريل الماضي، نتائج دراسة صادمة عن نزلاء "بويا عمر"، الذي تحول منذ سنوات إلى قبلة للمرضى النفسيين. وأظهرت الدراسة أن المريض العقلي في هذا الضريح يعد بمثابة "محرك للاقتصاد المحلي"، حيث تناهز تكلفة الإيواء، التي يدفعها أهالي النزلاء 800 مليون سنتيم سنويا. واستنكر الحسين الوردي، وزير الصحة، في حواره مع "أخبار اليوم"، تحول هذا الضريح إلى وسيلة لتكديس المال يستفيد منها القائمون على رعاية المرضى، مشيرا إلى أن هذا المكان لا علاقة له بالعلاج.