تنتشر في الوقت الحاضر إعلانات لأطعمة يُطلق عليها اسم "سوبر فوود" ويروج لها بأنها تعمل على تحسين الحالة الصحية فجأة وبشكل كبير، مثل توت غوجي وبذور القنب، إلا أن خبراء التغذية يحذرون من الإفراط في التفاؤل بشأن النتائج المتوقعة من هذه الأطعمة. أوضحت زيلكه ريستماير، الخبيرة لدى الجمعية الألمانية للتغذية بمدينة بون، أن أطعمة سوبر فوود يمكن أن تكمل النظام الغذائي للمرء، ولكن لا يجوز توقع حدوث معجزات. وأضافت خبيرة التغذية الألمانية قائلة: "من المهم أن يتبع المرء نظاماً غذائياً يتسم بالتوازن والتنوع". إكسير الشباب ويشتمل توت غوجي، الذي استخدم لفترة طويلة في الطب الشعبي الصيني، على عناصر غذائية أكثر من غيره من الفواكه الأخرى، مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامينات A و C و E. ويروج لتوت غوجي بأنه يعد بمثابة إكسير الشباب. غير أن الجمعية الألمانية للتغذية أكدت أنه لم يتم إثبات هذا التأثير المزعوم بشكل علمي. كما تشتمل بذور الشيا على الكثير من المكونات المفيدة مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3، إلا أنه لا توجد بيانات مؤكدة توضح التأثيرات الصحية لهذه البذور على المدى الطويل. وينبغي ألا يتناول المرء الكثير من بذور القنب، لأنها غنية بالطاقة حيث يحتوي كل 100 غرام على 475 كيلو كالوري. وأضافت دانييلا غراف، من معهد ماكس روبنر، أن أطعمة سوبر فوود تعتبر موضة في المقام الأول. وأضافت الخبيرة الألمانية قائلة: "أعتقد أنه كل ستة شهور تظهر أطعمة سوبر فوود جديدة في الأسواق، وهذا ما يثبت عدم صحة مزاعم الإعلانات الترويجية لها بأنها دواء لكل داء". ولا يوجد حتى الآن طعام واحد يمد الجسم بكل ما يكفيه من جميع العناصر الغذائية. وأشارت ريستماير إلى أنه يتعين على المستهلك مراعاة شكل الفواكه السوبر؛ حيث تعتبر ثمار التوت غوجي الطازجة أكثر صحة وفائدة من الثمار المجففة أو المنتجات، التي تتخذ شكل الحبوب أو المسحوق. وبالنسبة للأشخاص، الذين يتناولون أدوية مانعة لسيولة الدم، يتعين عليهم التخلي عن تناول توت غوجي كإجراء احترازي؛ نظراً لأن هذه الأطعمة قد تمنع تحلل الأدوية، وذلك بناءً على توصية المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر. وأضافت ريستماير أن المرء يستفيد من هذه الأطعمة، إذا تناولها باستمرار، وأردفت الخبيرة الألمانية قائلة: "عادةً ما تشير الإعلانات والعروض الترويجية أن المرء يمكنه الاعتماد على أطعمة سوبر فوود لتعويض النظام الغذائي غير المتوازن، ولكن هذا ليس واقعياً"؛ نظراً لأن الثمار القليلة من التوت في الموسلي المُحلى لا توفر للمرء فائدة كبيرة. وأضافت دانييلا غراف قائلة: "إذا رغب المرء حقاً في الاهتمام بصحته، فلابد له من مراعاة أسلوب حياته بالكامل". الأطعمة العادية تكفي وهناك العديد من المكونات والعناصر الغذائية المفيدة في الأطعمة العادية، وبالتالي يمكن للمرء الاكتفاء بها وتوفير نفقات أطعمة "سوبر فوود"؛ فمركبات الأنثوسانين الموجودة في "توت الآساي"، والتي يزعم أنها تساعد على إنقاص الوزن، توجد في العديد من الأطعمة الأخرى مثل الكرنب الأحمر. وأكد خبراء التغذية أنه ليس هناك داع للاعتماد على الأطعمة المعروفة باسم "سوبر فوود" من أجل سد النقص في الفيتامينات، بل يمكن تلبية الاحتياجات الغذائية عن طريق الأطعمة المعتادة. وأشارت دانييلا غراف إلى أن أطعمة سوبر فود لا تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين D وحمض الفوليك، الذي يعتبر من العناصر الغذائية الأساسية للسيدات الحوامل.