أعلن الملتقى الإقليمي للتحالف الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية، الذي انعقد خلال الأسبوع الجاري في القاهرة، عن تأسيس فرع عربي للتحالف، يضم في عضويته خبراء في قطاع التربية الإعلامية من عدة بلدان عربية، من بينها المغرب. ويمثل المغرب في المجلس التنفيذي للفرع العربي لهذا التحالف، السيد محمد عبد الوهاب العلالي، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. وأكد إعلان صدر في ختام أشغال الملتقى، يحمل اسم (إعلان القاهرة) على أهمية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية، وعلى ضرورة بذل جهود من أجل تضمين منهج الثقافة الإعلامية في البرامج الدراسية في العالم العربي، وإقامة تعاون عربي في هذا المجال. كما دعا المشاركون في الملتقى إلى تعزيز قيم التربية الإعلامية القائمة على تعزيز قيم الحرية والمواطنة والمشاركة النقدية وتنمية وسائل الإعلام بالمنطقة العربية. ودعا الملتقى كذلك الجمعيات الرسمية ومختلف المؤسسات بالدول العربية إلى تقديم دعم مادي ورعاية الأنشطة المرتبطة بالثقافة الإعلامية بالمنطقة العربية، وإيجاد آلية للتعاون بين كل من المرصد العربي والمرصد الأوروبي للثقافة الإعلامية، مؤكدا الحاجة أيضا إلى تعاون بين الفرع العربي والفرع الإفريقي للتحالف الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية. وطلب المشاركون في الملتقى من منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تنظيم مزيد من الدورات التدريبية في مجال التربية على الثقافة الإعلامية، وإنشاء مراكز تدريب إقليمية في إطار برنامج (المعلومات للجميع). وقد ناقش المشاركون في الملتقى، الذي نظمته (اليونسكو)، على مدى يومين، بتعاون مع جامعة الدول العربية، والمنظمة الدولية للتربية الإعلامية، وجامعة (الأهرام) الكندية في مصر، بمشاركة باحثين ومتخصصين من 17 بلدا عربيا، وخبراء دوليين من كندا وإسبانيا وفرنسا والبرازيل والمكسيك ونيجيريا، سبل زيادة الوعي بأهمية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية، وضرورة إدماجها في المناهج الدراسية بالمؤسسات التعليمية في الوطن العربي، والعمل على إقناع صناع السياسات بأهمية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية، وتبادل الخبرات العربية في هذا المجال. وفي هذا الصدد، ألقى محمد عبد الوهاب العلالي، مسؤول (ماستر التواصل السياسي) بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عرضا بعنوان "الثقافة الإعلامية وتحديات لإعادة بناء المجتمعات العربية"، أبرز فيه أهمية الثقافة الإعلامية في ضوء ما يعرف ب"مجتمع المعرفة والمعلومات"، وما يقتضيه ذلك من تحولات نوعية في التعامل مع وسائل الإعلام والتربية، من حيث إنتاج الرسائل الإعلامية واستخداماتها ومضامينها، وكذا أهمية التربية كآلية للثقافة لإعلامية في ظل القضايا الكبرى للعصر. كما تناول أهمية الثقافة الإعلامية في المنطقة العربية، بعد الحراك الاجتماعي العربي منذ 2011 ، والتحديات الجديدة المطروحة على استخدام وتأثير وسائل الإعلام في مجرى التحولات الاجتماعية والقيمية بالمنطقة. وقدم مجموعة من المقترحات تهم، بالخصوص، توفير مواد تعليمية مرتبطة باتصال التربية الإعلامية بالمدارس والجامعات العربية، وتأهيل وسائل الإعلام لإعادة البناء بالمجتمعات العربية ،وإحداث صندوق عربي للتربية الإعلامية، بدعم مادي من الحكومات والقطاع الخاص والتعاون الدولي، لتمويل الأنشطة المختصة بالتربية الإعلامية، وجعل التربية الإعلامية تصب في تعليم الأجيال الناشئة لمنحها القدرة على تقييم محتوى وسائل الإعلام، وتنمية قيم الحداثة والمواطنة والنهضة في المنطقة العربية.