- في البداية نود التفريق بين البخل وبين الحرص المعقول بسبب ضعف الحالة المادية، ونودك أن تفرقي جيداً بين النوعين وألا تظلمي زوجك إن كان يلبي احتياجات الأسرة بما يناسب إمكانياته. أما إذا كان الزوج يقصر في حقك وفي حق أسرته على الرغم من عدم وجود عائق مادي فهذا بالتأكيد يتطلب منك وقفة جدية للحد من تقصير الزوج في واجباته، فمن حقك على زوجك أن ينفق عليكِ حسب استطاعته وألا يمتنع عن الصرف عليكِ بالشكل اللائق. أولا، اعلمي أن محاولة تغيير الصفات المذمومة بالزوج يجب أن تكون بصبر وبأسلوب ودود وراق. فقد يكون أسلوبك في محاولة تعديل السلوكيات الغير مستحبة في زوجك هو الذي يزيد الأمر سوءاً. اطلبي منه بلطف كل احتياجاتك التي يستطيع توفيرها دون أن تحمليه فوق طاقته ولا تعوديه أبداً أن يتجاهل متطلباتك إن كان قادراً على تلبيتها، بل واظبي بصبر على تعويده على الإنفاق على الأسرة بالشكل المقبول الذي يتناسب مع دخله، واعلمي أنك إن تجاهلت احتياجاتك واحتياجات أطفالك الأساسية بسبب خجلك أو تفادياً لتعكير مزاجه، فإنك ترسخين عادة البخل فيه أكثر وأكثر، ولكن كوني صبورة حيال رفضه أو تأجيله، واتبعي سياسة النفس الطويل حتى تقنعيه بضرورة الإنفاق السليم على أسرته دون تقصير. - قد تساهم الزوجة من دون قصد بترسيخ الصفات السيئة لدى زوجها بسبب جهلها كيفية التعامل السليم حيال أخطاء الزوج. فكما ينصح بأهمية التغاضي عن الهفوات والأخطاء الصغيرة، نؤكد وبشدة على ضرورة اتخاذ مواقف حازمة اتجاه الإساءات الكبرى وعدم تعويده على التمادي في الخطأ. وفيما يخص البخل، لا تسكتي على تقصيره حيال واجبه بالإنفاق، فسكوتك سوف يعوده على البخل وعندما تواجهينه بعد أن يطفح بك الكيل ستجدينه رافضاً مستنكراً لمتطلباتك بعد أن اعتاد على تجاهلها وبات يستكثر عليكِ حقوقك بعدما تنازلت عنها لفترة من الزمن. ولكن إياكِ أن تجعلي من بخله سبباً للغرق في الخلافات معه. فإلحاحك على طلباتك بأسلوب خاطئ قد يجعله ينفر منك وقد يظن بأنك مادية وطماعة ولا تقدرين اعتباراته التي يأخذها بالحسبان. تحلي بالصبر واعتمدي أسلوباً محبباً وتأكدي أنه كلما كنتِ أقرب لقلبه كلما كان إقناعه أسهل. ونود التركيز على أهمية حرصك على مكانتك في قلب زوجك قبل أي اعتبار آخر. فالرجل يصرف بسلاسة أكثر على زوجته إن كان يحبها ويشعر أنها تستحق عطاءه. - لا للشراسة في الحوار ولا للتقليل من قيمة الزوج، وإياكِ من جرح شعوره. مهما كنت مستاءة من بخله فاعتمدي أسلوب النقاش الحضاري ولا تيأسي من تكرار المحاولات حتى يقتنع بضرورة التخلي عن عادة التقتير. وإن التمست تمسكه الشديد في موقفه وعدم التجاوب معك فأبدي حزنك وخيبة أملك وأشعريه بعدم رضاكِ عن هذا الحال. ولكن احرصي على استخدام أسلوب ذكي غير منفر. لا تذميه أوتنعتيه بصفات سيئة. أخبريه أنك تحترمينه ولكن يحزنك أن تكون فيه صفة البخل، لأن البخل يقلل من قيمة الرجل ويحط من قدره. - واظبي على ترغيبه في بث أجواء السعادة في المنزل بشراء احتياجات أفراد الأسرة وحذريه من خطورة شعور الحرمان عند الأطفال وأثره البالغ السوء في نفسياتهم وما يترتب على ذلك من نتائج لا تحمد عقباها. - أشعريه بسعادتك حينما يلبي احتياجاتك، وعبري عن تقديرك له واحرصي على أن يكون أسلوبك ذكياً. فيجب أن يعلم أن سعادتك ليس سببها أنك إنسانة مادية وتهوى الإسراف، بل لأنك تقدرين سخاءه ومعاملته لكِ ولأطفالك بإحسان. - عوديه على كره الأنواع الرديئة وتفضيل الأنواع ذات الجودة الأفضل، وأخبريه أنه وإياكم (أسرته) تستحقون طريقة حياة أفضل، وأن المال ليس له أي قيمة أو معنى إن لم يخدم صاحبه. وأن المال هو وسيلة سخرها الله لنا في الحياة لعيشٍ أفضل ولكن دون تبذير. - تفهمي رغباته في التوفير أحياناً وأشعريه أنك معه دائماً ولست ضده. وأنك على درجة عالية من حسن التقدير في الأمور ولست مسرفة، إنما رسخي في ذهنه أهمية الإنفاق بالمعروف على الأسرة وعززي قناعته بأهمية أن يحافظ الإنسان على مكانته أمام الناس ولا يتركهم يظنون فيه البخل والشخ فالبخل من أقبح صفات الرجل. كثيرة هي التحديات في الحياة الزوجية، ولكن المرأة الذكية هي التي تستطيع التعامل مع الواقع بشكل إيجابي لتؤمن لعائلتها الأمان النفسي والاستقرار، فأعيدي ترتيب حساباتك واتخذي الموقف المناسب واحرصي على حياة أفضل لكِ ولأسرتك.