أكد مسؤولون مغاربة وأفارقة وخبراء في مجال التأمين، اليوم الخميس، بالدارالبيضاء، أن التكنولوجيا الرقمية ستفرض نفسها كمحرك أساسي لقطاع التأمينات خلال السنوات المقبلة. واعتبر هؤلاء المسؤولون والخبراء، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش (ملتقى الدارالبيضاء للتأمين)، المنظم يومي 15 و16 أبريل الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الرهان الحالي بالنسبة لشركات التأمين، التي أدركت أهمية استغلال هذه التكنولوجيا، هو العمل أكثر على استعمال الانترنيت والهاتف المحمول، من أجل توسيع قاعدة الزبناء وتقديم خدمات أكثر جودة. وفي هذا السياق، أبرز مدير مديرية التأمينات والاحتياط الاجتماعي التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، السيد حسن بوبريك، أن الثورة الرقمية التي تجتاح العالم في الوقت الراهن، يمكنها المساهمة في تحسين خدمات التأمين المقدمة للزبناء. وأوضح أن الزبناء يمكنهم، على سبيل المثال لا الحصر، كتابة عقود التأمين عن بعد، وإرسالها عبر الانترنيت إلى شركات التأمين، كما يمكنهم تتبع الخدمات والعروض دون الحاجة للتنقل إلى مقار هذه الشركات، علاوة على إرسال صور من الهاتف المحمول الذكي إلى شركة التأمين المعنية في حالة وقوع حوادث السير. ومن جهته، اعتبر جان كلود نغبوا الكاتب العام للهيئة الإفريقية لأسواق التأمينات، أن التكنولوجيا الرقمية تشكل ثورة القرن في جميع المجالات، بما فيها مجال التأمين. وأشار إلى أن هذه التكنولوجيا ستضفي بعدا اجتماعيا على خدمات التأمين، موضحا أن هذه الخدمات يمكنها أن تشمل ساكنة العالم القروي المعوزين بإفريقيا ، وذلك من خلال تمكينها من تأمينات تتلاءم مع حاجيتها الصغيرة. وفي السياق ذاته، قال كارلو داسارو بيوندو رئيس العلاقات الاستراتيجية لمحرك البحث غوغل (منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا)، إن قطاع التأمينات يشهد تحولات عميقة، بفضل وسائل الاتصال الحديثة، وفي مقدمتها الانترنيت والهاتف المحمول، داعيا إلى الاشتغال أكثر على المشاريع التي تساهم في تغيير العالم إلى الأفضل. من جانبهم، أبرز خبراء مغاربة وأجانب، أن التكنولوجيا الرقمية توفر فرصا هامة من شأنها المساهمة في تنمية سوق التأمين، مشيرين، في الوقت ذاته، إلى أن القارة الإفريقية تبقى من بين المناطق الأقل استعمالا للتكنولوجيا الرقمية على الصعيد العالمي. وأضافوا أن التحولات الكبيرة في المجال الرقمي ستوفر عروضا وخدمات جديدة تتلاءم مع حاجيات الزبناء المتزايدة. وتجدر الإشارة إلى أن (ملتقى الدارالبيضاء للتأمين)، يتميز بمشاركة 700 من ممثلي شركات التأمين من 30 بلدا، بالإضافة إلى خبراء مغاربة وأجانب. ويشكل الملتقى، المنظم بمبادرة من (الجامعة المغربية لشركات التأمين وإعادة التأمين)، مناسبة لتقاسم التجارب ومناقشة جوانب تتعلق باستعمال التكنولوجيا الرقمية في ميدان التأمين.