ذكرت "العربية" أن اجتماع المكتب السياسي لحزب الاستقلال ليلة الجمعة خرج بقرار المشاركة الإيجابية في تشكيل الحكومة المغربية، التي يقود المشاورات بشأنها عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المكلف من قبل العاهل المغربي محمد السادس. وحصل حزب الاستقلال على الصف الثاني في ترتيب الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة للمملكة، وعقد أمينه العام عباس الفاسي مساء الأربعاء في مقر حزب العدالة والتنمية اجتماعا دام لساعة كاملة مع عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المكلف. ومن جهة ثانية، ولليوم الثاني على التوالي، واصل رئيس الحكومة المكلف مشاوراته أمس الخميس مع الأحزاب السياسية المغربية، حيث اجتمع مع عبدالواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكبر حزب يساري، والذي حل خامسا في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. ووصف بن كيران لقاءه مع الراضي بالجيد وبالودي، مرسلا إشارة إيجابية صوب أكبر حزب يساري في المملكة، من خلال وصفه باللاعب الهام في الحياة الحزبية المغربية، موضحا أنه متفائل بخصوص موقف الاتحاديين من المشاركة في الحكومة المقبلة. وبحسب معطيات حصلت عليها "العربية"، فإن قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قررت أن تحيل الرد على طلب رئيس الحكومة المكلف إلى "برلمان الحزب" للحسم في الأمر. وعبرت قيادات للحزب في اتصالات مع "العربية" عن رضاها عن المشاورات الأولية مع الحزب الفائز في الانتخابات، إلا أن الصحافة المغربية تحدثت بقوة عن رغبة جانب من بعض قيادات الحزب اليساري بالتوجه صوب المعارضة. ومن داخل تحالف الكتلة الديمقراطية، المكون من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالإضافة إلى حزب التقدم والاشتراكية، يبدو المؤشر ميالا إلى التصويت داخل مكاتب القيادة لهذه الأحزاب على التوجه صوب مشاركة حزب العدالة والتنمية أول حكومة إسلامية في تاريخ المملكة منذ الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي والإسباني في النصف الثاني من القرن الماضي. وتشير السيناريوهات إلى أن حزب العدالة والتنمية الإسلامي قد يقصد حزبي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري اليمينيين، في حالة اتخاذ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قرار التوجه صوب المعارضة.