، حزم أغرق اليمن في مستنقع حرب أهلية، نصف شهر من الضربات الجوية تركت الحوثيين على حد تصريحات العسيري كأعجاز نخل خاوية، لكنها لم تمنعهم من الدخول إلى عدن، و اللجان الشعبية الموالية لعبد ربه منصور صارت مقاومة شعبية، و الرئيس الشرعي خسر عدن بعد أن أرادها عاصمة له، و هو في الرياض الآن ينتظر انتهاء العاصفة. عاصفة بعشر دول، غير أن الملفت هو طغيان المشاركة السعودية أو عدم التطرق لمشاركة باقي الأعضاء و كيف تشارك و ماهي العمليات التي نفذتها باقي دول التحالف، مصادر صحفية تتحدث مثلا عن عزوف اماراتي، أو مشاركة عن غير رضا، لنتذكر الدور السلبي الذي لعبته أبوظبي في دعم نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح مما مكن الحوثيين من صنعاء دون مقاومة تذكر، تقارير أخرى تتحدث عن أزمة صامتة بين الدولتين و عن عزوف مصري رغم حماسة السيسي في تصريحاته بداية الهجوم، علاوة على الهجوم الإعلامي الذي شنه محسوبون على النظام المصري على العاصفة و على القيادة السعودية، دول أخرى أعلنت المشاركة، لماذا لم يتم الحديث عن نوعية مشاركتها إلى حد الآن؟ أم هو كما قالت اليهود لموسى إذهب أنت وربك...
الإيرانيون بعد أن تنفسوا الصعداء و استقبلوا خبر الإتفاق الإطار بفرحة و ثقة كبيرة، رفعوا اليوم من سقف انتقاداتهم للسعودية، آخرها كلمات المرشد و مقارنته التدخل السعودي بالعدوان الصهيوني على غزة. أرسلوا اليوم بارجة حربية إلى المنطقة في تصعيد خطير، لقد نجح حلفائهم من أنصار الله من الصمود ظاهريا، فمهما كانت الضربات السعودية موجعة، إلا أن ما يظهره الإعلام هو صمود الحركة و الجيش الموالي لصالح في جبهات عدة، كيف ستتعامل الرياض إذا مع أي تدخل عسكري إيراني واضح في حرب اليمن؟
أن تطول الحرب، وأن تظل الرياض وحيدة في حربها، دون أي مشاركة فعالة لباقي أعضاء التحالف، أمور قد لا تصب في صالح المملكة، و التوجه نحو تدخل بري بمشاركة قوات متمرسة كالقوات الباكستانية مثلا أمر ليس بالمستبعد خاصة إن فشل القصف الجوي في رد الحوثيين عن عدن و باقي المحافظات الجنوبية.
لعل ما ينقذ السعودية من وحل الحزم هذا، قبول الأطراف الجلوس للتفاوض حول حل سلمي ينهي الأزمة، قد لا يتأتى ذلك إلا بضغط إيراني على الحوثيين للقبول بمبدأ التفاوض وفق أجندة جديدة، و بانقلاب داخلي وسط حزب المؤتمر و داخل الجيش اليمني يخرج صالح و ابنه من اللعبة، و هذا أمر يتيسر لأهل المال و المغريات.