بقفشاته المعهودة، وبنشوة الانتصار بدأ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الندوة الصحفية التي عقدها الحزب مساء الأحد 27 نونبر، بمقره المركزي بحي الليمون في الرباط للإعلان عن نتائجه النهائية في الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر 2011 ورسم خارطة الطريق لتوجهاته المستقبلية. "الحزب فضل أن لا يغامر باستقرار المغرب والخروج إلى الشارع ومال إلى قاعدة ذهبية تنبني على الحفاظ على الاستقرار والملكية والمطالبة القوية بالإصلاح" يقول بنكيران أثناء حديثه عن ما شهدته شوارع المملكة منذ 20 فبراير من مظاهرات لشباب مطالب بالإصلاح. ويضيف بنكيران الذي بدا منبهرا بما حققه حزبه من مقاعد فاقت كل التوقعات، أن الخطاب الملكي ل9 من مارس "نفّس الأوضاع" وأعطى أملا جديدا تجسد في نسبة المشاركة في الانتخابات التي وصلت إلى 45 في المائة وهي النسبة "المعقولة في كل البلدان الديمقراطية". وأكد الأمين العام لحزب "المصباح" أن الشعب المغربي تجاوب مع "العدالة والتنمية" نظرا لأن هذا الحزب استُهدف لمدة طويلة ولأن هذا الشعب أحس أننا نملك المعقول "للي ماشي ساهل" يقول بنكيران الذي شدد على أن انتخابات 25 نونبر هي خطوة تاريخية في المغرب بعد أن استرجع الشعب حقه الطبيعي في أن تكون حكومته نابعة من صناديق الاقتراع ومن الحزب الذي يصوت عليه وليس من أحزاب لم صوت عليها وفجأة أصبحت تملك قوة في البرلمان في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة الذي نال نصيبه من نقد بنكيران. وعن الأحزاب التي من المنتظر أن يتحالف معها "البيجيدي" أشار الأمين العام للعدالة والتنمية إلى أن أحزاب "الكتلة" عبرت عن رغبتها في التحالف مع العدالة والتنمية ونحن نشكرهم على ذلك وسنحتفظ بهذه الرغبة لما بعد تعيين الملك لرئيس الحكومة، قبل أن نبدأ المشاورات في هذا الباب، مؤكدا في ذات السياق أنه لا يستبعد التحالف مع أي حزب آخر بما فيهم حزب "الأحرار" الذي قال بنكيران أنهم ليسوا أعداء ل"العدالة والتنمية" قبل أن يفتح باب قفشاته ويقول في حق مزوار بخصوص كل تصريحاته الأخيرة ضد إخوان بنكيران "را غير حيت تزيرات بيه الوقت وصافي" مما جعل القاعة تغوص في الضحك، قبل أن يؤكد بشكل قطعي أن هناك حزب وحيد لا يمكن التحالف معه في إشارة إلى حزب "البام". ووعد بنكيران بتقليص عدد وزراء الحكومة المقبلة، مؤكدا في ذات السياق أن الاستوزار للأصلح وليس غير ذلك، وأن علاقته بالقصر سترتبط بالاحترام، لأنه لا يمكن الحكم ضد إرادة الملك. وفي جوابه عن سؤال طرح في الندوة عن جماعة العدل والإحسان، دعا بنكيران الجماعة إلى الانخراط في العمل طبقا لما تقتضيه القوانين والمشاركة في الحياة السياسية لأن الإصلاح يكون من داخل المؤسسات لا من خارجها، مطالبا جماعة عبد السلام ياسين بمراجعة مواقفها خصوصا بعد الانتخابات الأخيرة التي لا يمكن لأحد أن يشكك فيها. وحول علاقة المغرب مع أوروبا وأمريكا في ظل حكومة يقودها العدالة والتنمية قال بنكيران علاقة المغرب بهذه الدول هي علاقة فلسفية لها ارتباط تاريخي ولا يمكن لأي حزب أن يغير هذا التوجه. وبخصوص الحديث عن إمكانية تقنين بيع الخمور أكد بنكيران في ذات الندوة الصحفية التي شهدت فوضى كبيرة وسوء تنظيم أن بيع الخمور منظم بقوانين، مضيفا في الوقت نفسه أن كل ما يتعلق بالحريات العامة للمغاربة لا يمكن لأي حكومة المساس به.