يتمكن سكان أوروبا وشمال أفريقيا والأجزاء الغربية من روسيا اليوم من متابعة ظاهرة كسوف الشمس التي ستبدأ في الساعة 10 و40 دقيقة (حسب توقيت موسكو). سيكون بالإمكان مشاهدة كسوف الشمس الكلي حتى في مناطق القطب الشمالي. يبدأ كسوف الشمس في مناطق شمال المحيط الأطلسي ومن ثم في جزر فارو وبحر النرويج، وبعدها في القطب الشمالي. سوف يستمر الكسوف الكلي دقيقتين و47 ثانية فقط. أما عن البلدان العربية فسيكون الكسوف الشمسي أكثر وضوحا في دول شمال أفريقيا وخاصة المغرب العربي، وفي باقي الدول فسيكون ملاحظا في العراق وشمال السعودية وفي مصر وسوريا وبعض الدول الأخرى بنسب متفاوتة. كسوف الشمس ظاهرة فلكية، تحدث عندما تكون الأرض والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر بينهما، بحيث يرى سكان الأرض قرص القمر المظلم وهو يغطي ويجتاز قرص الشمس المضيء. تستمر عملية كسوف الشمس من بدايتها الى نهايتها حوالي ثلاث ساعات ونصف، أما فترة الكسوف الكلي (القمر يغطي قرص الشمس بالكامل) فتستمر من دقيقتين الى سبع دقائق. يعود السبب في ذلك الى ان قطر بقعة ظل القمر على الأرض تعادل 270 كيلومترا فقط، وبما ان سرعة حركة الظل تعادل حوالي 2100 كلم\ساعة، لذلك فإن المسافة 270 كلم تُقطع خلال سبع دقائق لا أكثر، أي ان الكسوف الكلي في نقطة معينة من الأرض لا يستمر أكثر من سبع دقائق. تتألف أشعة الشمس التي تصل الى الأرض من ثلاثة أنواع من الأشعة الكهرومغناطيسية، لهذا فهي تشكل خطرا حقيقيا على عين الإنسان. تسبب الأشعة الضوئية للشمس في تعطيل قدرة الخلايا البصرية على الاستجابة للضوء. أما الأشعة تحت الحمراء، فتسبب ما يسمى بالتخثر الضوئي الذي ينتج من تسخين شبكية العين واحتراق الأنسجة، مما يؤدي الى تدمير الخلايا البصرية الحساسة للضوء. أما الأشعة فوق البنفسجية فتسبب هي الأخرى حروقا في الشبكية إضافة الى أن طاقتها أكبر بكثير من طاقة الأشعة الضوئية. هذه الأشعة هي نفسها التي تصدر عن الشمس في الأحوال الاعتيادية، ونحن نعلم ان التحديق الى الشمس في الاحوال الاعتيادية 15 ثانية يكفي لفقدان حاسة البصر. لذلك ينصح أطباء العيون بعدم النظر الى الشمس في اثناء الكسوف بالعين المجردة، واستخدام نظارات سوداء أو معدات بصرية خاصة لكي لا تصاب العين بأذى.