إذا نسيت الجارة الجزائر أو تناست ، فإن التاريخ لا ينسى ، نحيلكم اليوم على جانب من الدعم الذي قدمه المغاربة لأشقائنا في الجزائر، ليس من باب الرياء أو الشماتة و لا حتى التباهي أو الافتخار ، و لكن من باب استحضار قيم الأخوة و الجوار التي جعلتها الجارة المحكومة من طرف مليشيات المخزن الديكتاتورية ، و ما الوثيقة التي بين أيدنا إلا شاهد على ما كان و لازال المغرب و المغاربة يكنونه لإخوانهم في الجزائر من ود و حب ، حيت أنشأت لجنة مغربية للدفاع عن الجزائر، بعيد التحرر من الاستعمار الفرنسي الذي دام زهاء قرن من الزمن، كان هدفها جمع التبرعات المادية ، و الوثيقة تؤرخ لذلك . المغاربة ساهموا آنذاك كما توضح الوثيقة بمبالغ مهمة من أجل دعم إخوانهم ، غير أن حكام الجزائر و لا أقول الشعب ، لأن الشعب مغلوب على امره ، تنكروا لكل ذلك ، و قابل الاحسان بالجفاء و النكران ، و لم يتوقفوا من ذلك الزمن عن زرع بذور الحقد و التفرقة ، و افتعال الأزمات من اجل انتزاع حق غيرهم ، لكن و رغم كل ذلك ، فالمغرب و المغاربة كانوا و لازالوا على العهد و الوعد اوفاء لقيم الجوار و أخوة الاسلام ، و مستعدون تمام الاستعداد لتقديم الدعم اللامشروط متى استدعت الضرورة ذلك ، فإن جارت علينا الجارة يوما فلن نحيد عن سيرة الأجداد ، هكذا تربينا و هكذا نحن المغاربة ، بلد الكرم و الجود و العطاء ، و لا ننتظر المقابل ...