من الملاحظ بشكل عام انخفاض مستوى الوعي بسرطان البروستاتا وغيره من الأمراض التي تصيب هذه الغدة في العديد من الدول فالرجال لا يلجأون عادة لإجراء فحوصات دورية لغدة البروستاتا، إلا أن تأخير تشخيص المرض يؤدي بالتالي إلى تأخير العلاج، وهو ما سيؤثر سلبياً بالتأكيد على فرص علاج المرض. وعلى الرغم من عدم التوصل بشكل دقيق إلى أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا، إلا أن الدراسات توصلت إلى تحديد عدد من عوامل زيادة مخاطر واحتمالات الإصابة. فعلى سبيل المثال قد يؤدي التهاب غدة البروستاتا، وهى حالة شائعة، بالإضافة إلى ظهور أعراض التبول المتكرر، إلى الإصابة بالسرطان”. الإصابة بسرطان البروستاتا تظهر لدى الرجال فوق عمر الستين عادةً، ونادراً ما تصيب من هم تحت سن الأربعين، فإنه يوصي بإجراء اختبار دم بسيط يدعى فحص “أنتيجن البروستاتا” النوعي (PSA) بعد سن الخمسين. حيث يساهم هذا الاختبار في الكشف المبكر عن وجود سرطان البروستاتا، وبناءً على نتائج هذا الاختبار يتمكن أخصائي المسالك البولية من اتخاذ القرار الأمثل بشأن تكرار الفحص بشكل دوري أو إجراء مزيد من الفحوصات في حال الشك بوجود ورم، فالكشف المبكر عن وجود ورم في هذه الغدة يزيد من فعالية خيارات العلاج ومن فرصة التعافي التام. معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان البروستاتا تعتبر مرتفعة في حال التشخيص المبكر للمرض، كما يمكن الشفاء منه بشكل تام في حالات الكشف المبكر. وقد كان سرطان البروستاتا موضوع نقاش إحدى المؤتمرات المختصة بالأورام السرطانية والذي انعقد مؤخراً في المنطقة. وقال البروفسور غيرهارد أتارد، استشاري الأورام في معهد أبحاث السرطان ومؤسسة “رويال مارسدن” في لندن بالمملكة المتحدة: “تشير إحدى الدراسات التي أجريت مؤخراً إلى أن نوعاً جديداً من العلاج المضاد للأندروجين ساهم في تقليل معدلات الوفاة بنسبة 29% لدى الذكور الذين يعانون من سرطان البروستاتا المنتشر المقاوم للاستئصال، وإبطاء أو إيقاف نمو السرطان لدى 59% من المرضى، وتأخير الحاجة للعلاج الكيميائي مدة 17 شهراً”. وأضاف أتارد أن تطور هذا المرض يعتبر تطور في علاج سرطان البروستاتا، كما أنه يوفر خياراً علاجياً مهماً وجديداً للمرضى الذين يعانون من سرطان البروستاتا في مراحل متقدمة بعد العلاج الكيميائي. ويستخدم العلاج الجديد المضاد للأندروجين لمعالجة الذكور البالغين المصابين بسرطان البروستاتا المنتشر المقاوم للاستئصال، والذي يحدث عندما لا يستجيب المريض لعلاج التثبيط الهرموني، مع استمرار تقدم وانتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم. وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذه الحالة، وأولئك الذين لم يبلغوا بعد مرحلة تتطلب العلاج الكيميائي، يوصى باتباع العلاج المضاد للأندروجين من أجل تأخير الحاجة للعلاج الكيميائي، وإتاحة الفرصة للحياة مدة أطول وأفضل من حيث النوعية.