لوس أنجلس 7 مارس 2015 /ومع/ بمدينة هوليوود التي تعج بكبار السينمائيين، يظل من الصعب إيجاد موضع قدم للمخرجين المبتدئين. لكن المخرجة المغربية الأمريكية، سناء الحمري، تمكنت من شق طريقها في تلك العاصمة السينمائية بكل نجاح. ولم تمنعها قصة نجاحها في أرض العم سام، بكل ما تزخر به من فرص وفيرة، من أن تحافظ المخرجة، سناء الحمري، المزدادة بمدينة طنجة، على جذورها المغربية. فقد ساعدتها علاقتها الوطيدة بوطنها، منذ انطلاقها في عالم الفن السابع، أن تكون لها رؤية بعيدة وطموحة لتضع نجاحها السينمائي في خدمة مواطنيها، حيث بدأ يراودها حلم إنشاء استوديو سينمائي بحجم ومواصفات هوليوودية بمسقط رأسها. وهدفها من ذلك، كما تقول سناء الحمري، هو تبادل تجربتها الغنية مع الأجيال القادمة وإلهام الشباب بالنجاح الذي حققته في هذا المجال الذي يعرف ازدهارا قويا. وتدرك سناء أن المشروع يبدو كبيرا بل طموحا جدا، حيث تقول إنه "لا يمكن تحقيق المشروع حاليا إلا أنني في طور البحث عن الأشخاص والموارد المادية التي سوف تمكنني من إنجازه". وبدأ كل شيء عندما غادرت الطالبة اليافعة طنجة وعمرها 17 سنة بعد حصولها على شهادة البكالوريا متوجهة إلى الولاياتالمتحدة، بفضل منحة الاستحقاق التي حصلت عليها لمواصلة دراستها في المدرسة المرموقة "سارة لورانس" للمسرح بنيويورك. وبعد الانتهاء من دراستها، أرادت سناء خوض تجربة التمثيل في مسارح برودواي، إلا أن التجربة لم تكلل بالنجاح بسبب المنافسة الشديدة في هذا المجال. وفي سنة 2000، استطاعت سناء الالتحاق بشركة (مالك سعيد) لإنتاج أشرطة الفيديو والموسيقى والمسلسلات التلفزيونية كمساعدة، حيث بدأت مسيرتها المهنية بإنتاج شريط فيديو كليب لمجموعة موسيقى الريغي (جامايكان بورن ). وبعد النجاح الذي حققته سناء الحمري، قرر مالك سعيد تقديمها إلى العديد من الفنانين المشهورين من بينهم ماريا كاري، التي تعد الفنانة الأكثر شعبية خلال سنوات التسعينيات، والتي تم تتويجها "فنانة الألفية" بفضل مبيعات ألبوماتها التي بلغت عشرات الملايين. وهكذا بدأ المشوار المهني للشابة سناء الحمري. وتوالت نجاحات سناء، التي ولدت من أب مغربي، هو الرسام الراحل محمد الحمري، وأم أمريكية، من خلال إنتاج مقاطع فيديو كليب لمشاهير الموسيقيين من أمثال "ديستيني تشايلد" و"ماري بلايج" و"الدكتور دري" و"كريستينا أغيليرا". على إثر ذلك، قررت سناء توسيع وإثراء تجربتها المهنية بإنتاج بعض حلقات المسلسلات التلفزيونية الشهيرة مثل "ديسبيرات هاوزوايف" و"غريز أناتومي". وحصلت سنة 2005 بفضل أدائها وكفاءتها على لقب (مدير مؤثر) بالولاياتالمتحدة من طرف المجلة الشهرية "هوليوود ريبورتر". وبرزت موهبة سناء حمري وميولها للفن السابع مبكرا بمساعدة الفنانة ماريا كاري التي قالت لها يوما "تعرفين، من الضروري أن تكوني مخرجة سينمائية". وقالت سناء "بعد ذلك حصلت على فرصة لإخراج فيديو يسمى (ثانك يو أي فاند يو)، واكتشفت أن كلام ماريا كاري حول الإخراج كان منطقيا ومناسبا لي، وهو المكان الطبيعي الذي أنتمي إليه". ويعد شريط "سامتينغ نيو" أول فيلم روائي طويل من إنتاج سناء، صدر سنة 2005، ويحكي قصة (كينيا)، المرأة الجميلة التي حققت نجاحا مهنيا مبهرا ولكنها لا تزال تبحث عن الرجل المثالي. وأخيرا حصلت سناء سنة 2011 على جائزة أحسن (فيديو كليب هيب هوب) الذي تمنحه الجوائز المرموقة ( إم تي في) للموسيقى والفيديو. وقد تمت دعوة سناء الحمري إلى المغرب سنة 2012 في إطار الدورة الحادية عشر لمهرجان موازين لتبادل خبرتها الغنية وتأطير الشباب في مجال إخراج الفيديو كليب.