يبدو أن أحلام الملايين من الناس في طريقها لرؤية النور بتوصل العلماء الى عقار من شأنه التصدي بفعالية للسمنة. فقد أثبتت التجارب أن حقنة يومية منه كفيلة بالتخلص من نحو 40 في المائة من شحوم الجسد وخاصة شحم الكرش بعد انقضاء شهر واحد. وقال علماء أميركيون بجامعة تكساس، في ورقة نشروها على صفحات جورنال «ساينس ترانسليشن ميديسين»، إنهم أجروا تجاربهم بهذا الشأن على مجموعة من القرود، وإن العقار المسمى Adipotide «أديبوتايد» أثبت نجاحه وسطها. وأضافوا قولهم إنهم متفائلون إزاء أنه سيحدث الأثر نفسه وسط البشر. ويذكر أن عقارين كان قد سُمح باستخدامهما في السنوات الأخيرة – بإرشادات الطبيب فقط لأنهما يعملان على الدماغ – سُحبا وحُظرا بسبب المخاوف من أعراضهما الجانبية. لكن فريق العلماء الأميركي الذي يقف وراء هذا عقار «أديبوتايد» يقولون إن تركيبته مأمونة لأنها تعمل على الجسد وليس الدماغ. والطريقة التي يعمل بها هذا العقار مزدوجة. فهو يستهدف، بعد حقنه، الأوعية التي تحمل الشحوم مع الدم ويقتلها فتذوب. وفي الجانب الآخر فهو أيضا يحد من الشهية المفتوحة للأكل. ويقول العلماء إن القرود التي اكتسبت أوزانا زائدة بسبب الأكل وقلة الحركة استجابت للعقار ففقدت نسبة 39 في المائة من شحوم الجسد خلال أربعة أسابيع و27 في المائة من شحم الكرش. وعموما ففي ما يتعلق بالبشر فإن العقاقير المضادة للسمنة تعتبر مفيدة في فقدان الشخص 5 في المائة من وزنه خلال ستة أشهر. ولهذا يُنظر الى هذا العقار الجديد باعتباره اختراقا مهما في هذا المجال الصعب. ويقول فريق العلماء أيضا إنهم لاحظوا أعراضا جانبية على قرود التجارب في ما يتعلق بوظائف الكلى، لكنهم يقولون إنهم على الطريق الصحيح نحو تحسين تركيبة العقار بحيث يتمكنوا من معالجة هذه المسألة تماما. وينوي العلماء أولا صرف العقار للبدناء من مرضى سرطان البروستاتا بأمل تحسين حالاتهم الصحية العامة. ويقول الدكتور واديه أراب، الذي قاد فريق البحث إن الغرض من هذا هو رفع عوائق الجراحة عنهم وتحسين استجابتهم العلاج الكيماوي أو بالأشعة وتقليل أعراضها الجانبية عليهم. وستكون الخطوة التالية هي صرفه لأولئك الذين يعانون من البدانة المفرطة التي تقف وراء العديد من الأمراض القاتلة مثل علل القلب المختلفة.